قال سلمان: فرأيت أصناما (1) ثلاثة طول أحدها (2) مائة وعشرون ذراعا والثاني طوله أحد (3) وسبعون والثالث مثله ولكنه (4) يفرش إحدى اذنيه تحته ويلتحف بالاخرى (5).
ثم إن أمير المؤمنين (عليه السلام) أمر الريح فسار بنا (6) إلى جبل «قاف» فانتهينا (7) إليه وإذا هو من زمردة خضراء وعليها ملك على صورة النسر، فلما نظر إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) قال الملك: السلام عليك يا وصي رسول الله وخليفته أتأذن لي في الكلام؟
فرد عليه السلام وقال: إن شئت فتكلم وإن شئت أخبرتك عما تسألني عنه.
فقال الملك: بل تقول أنت يا أمير المؤمنين.
فقال (8): تريد أن آذن لك أن تزور الخضر.
قال: نعم.
قال (9): قد أذنت لك.
فأسرع الملك بعد أن قال: بسم الله الرحمن الرحيم.
ثم مشينا (10) على الجبل هنيئة فإذا الملك قد عاد إلى مكانه بعد زيارة الخضر.
فقلت (11): يا أمير المؤمنين! رأيت الملك ما زار [الخضر] حتى أخذ الإذن (12).
فقال (عليه السلام): يا سلمان (13)! والذي رفع السماء بغير عمد لو أن أحدهم رام أن يزول من مكانه بقدر نفس واحد لما زال حتى آذن له وكذلك يصير حال ولدي الحسن بعدي ثم الحسين بعده ثم تسعة (14) من ولد الحسين تاسعهم قائمهم.