قال: فقال لي (1): يا إسحاق! إن في النار لواديا يقال له: محيط لو طلع منه شرارة لأحرقت من على وجه الأرض، وإن أهل النار يتعوذون من حر ذلك الوادي ونتنه وقذره وما أعد الله فيه لأهله، وإن في ذلك الوادي لجبلا يتعوذ جميع (2) أهل ذلك الوادي من حر ذلك الجبل ونتنه وقذره وما أعد الله فيه لأهله، وإن في ذلك الجبل لشعبا يتعوذ جميع أهل ذلك الجبل من حر ذلك الشعب ونتنه وقذره وما أعد الله فيه لأهله، وإن في ذلك الشعب لقليبا يتعوذ أهل ذلك الشعب من حر ذلك القليب ونتنه وقذره وما أعد الله فيه لأهله، وإن في ذلك القليب لحية يتعوذ جميع أهل ذلك القليب من خبث تلك الحية ونتنها وقذرها وما أعد الله عزوجل في أنيابها من السم لأهلها، وإن في جوف تلك الحية لسبع صناديق فيها خمسة من الامم السالفة واثنان من هذه الامة.
قال: قلت: جعلت فداك! ومن الخمسة؟ ومن الاثنان؟
قال: أما الخمسة فقابيل الذي قتل هابيل، ونمرود الذي حاج إبراهيم في ربه، قال: (أنا أحيي وأميت) (3)، وفرعون الذي قال: (أنا ربكم الأعلى) (4)، ويهودا الذي هود اليهود، وبولس الذي نصر النصارى، ومن هذه الامة أعرابيان (5).
[147] ومنه أيضا بإسناده عن عبد الله بن بكير (6) الأرجاني قال: صحبت أبا عبد الله (عليه السلام) في طريق مكة من المدينة فنزلنا (7) منزلا يقال له «عسفان»، ثم مررنا بجبل أسود على يسار الطريق وحش.