جللني بسترك، واعف عن توبيخي (1) بكرم وجهك، فلو اطلع اليوم على ذنبي غيرك ما فعلته، ولو خفت تعجيل العقوبة لاجتنبته، لا لأنك أهون الناظرين إلي، وأخف المطلعين علي (2)، بل لأنك يا رب خير الساترين، وأحلم الأحلمين (3)، وأكرم الأكرمين، ساتر العيوب، غفار الذنوب، علام الغيوب، تستر الذنب بكرمك، وتؤخر العقوبة بحلمك.
فلك الحمد على حلمك بعد علمك، على عفوك بعد قدرتك، ويحملني ويجرئني على معصيتك حلمك عني، ويدعوني إلى قلة الحياء سترك علي، ويسرعني إلى التوثب (4) على محارمك معرفتي بسعة رحمتك، وعظيم عفوك.
يا حليم يا كريم، يا حي يا قيوم، يا غافر الذنب، يا قابل التوب، يا عظيم المن، يا قديم الإحسان (5) أين سترك الجميل أين عفوك الجليل (6) أين فرجك القريب، أين غياثك السريع، أين رحمتك الواسعة، أين عطاياك الفاضلة، أين مواهبك الهنيئة، أين كرمك يا كريم؟ به (7) وبمحمد وآل محمد عليهم السلام فاستنقذني، وبرحمتك (8) فخلصني.
يا محسن يا مجمل (9) يا منعم يا مفضل (10)! لسنا نتكل في النجاة من عقابك عن أعمالنا، بل بفضلك علينا، لأنك أهل التقوى وأهل المغفرة، تبتدئ (11)