الخرائج والجرائح - قطب الدين الراوندي - ج ٣ - الصفحة ١٠٨٧
على رأسه، وفي كل ساعة يقبل رأسه ويافوخه (1) ويقول: هو، هو ورب المسيح - والناس لا يفهمون -.
فقال له رجل (2) من الركب: كنا نمر بك (3) ولا تفعل بنا هذا البر؟
فقال بحيرى: إني أرى ما لا ترون، وأعلم ما لا تعلمون، وهذا الغلام، لو تعلمون منه ما أعلم، لحملتموه على أعناقكم حتى تردوه (4) إلى وطنه.
ولقد رأيت له (5) - وقد أقبل - نورا أمامه ما بين السماء والأرض.
ولقد رأيت رجالا في أيديهم مراوح الياقوت والزبرجد يروحونه، وآخرين ينثرون عليه أنواع الفواكه.
ثم هذه السحابة لا تفارقه، ثم صومعتي مشت إليه كما تمشي الدابة على رجلها وهذه الشجرة لم تزل يابسة قليلة الأغصان، وقد كثرت أغصانها واهتزت (6) وحملت.
ثم هذه الحياض (7) التي غارت وذهب ماؤها أياما، منذ الحواريين [حين] وردوا على بني إسرائيل فعصوا.
فوجدنا في كتاب شمعون الصفا أنه دعا عليهم فغارت وذهب ماؤها.
ثم قال: إذا ما رأيتم قد ظهر في هذه الحياض الماء، فاعلموا أنه من أجل (8) نبي يخرج في أرض تهامة، مهاجرة إلى المدينة، اسمه في قومه " الأمين " وفي السماء " أحمد " وهو من عترة إسماعيل بن إبراهيم لصلبه، فوالله إنه لهو. (9)

1) اليافوخ: حيث التقى عظم مقدم الرأس وعظم مؤخره، وهو الموضع الذي يتحرك من رأس الطفل.
2) " شخص " ط.
3) في م غير مقروءة ولعلها " نعرفك ".
4) " تودوه " م، د، ق.
5) " رأيته " د، ق.
6) " كبرت واهتزت " ط.
7) الحوض: مجتمع الماء جمعها: أحواض وحياض وحيضان.
8) " لأجل " ه‍، ط، د، ق.
9) روى مثله في كمال الدين: 1 / 182 ح 33 باسناده عن القطان وابن موسى ومحمد بن أحمد الشيباني، عن ابن زكريا القطان، عن محمد بن إسماعيل، عن عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن الهيثم، عن محمد بن السائب، عن أبي صالح، عن ابن عباس مفصلا، عنه اثبات الهداة: 1 / 343 ح 49، وص 508 ح 121، والبحار 15 / 193 ح 14.
راجع في ذلك أيضا السيرة النبوية لابن هشام: 1 / 191، ومروج الذهب: 1 / 89.
(١٠٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1082 1083 1084 1085 1086 1087 1088 1089 1090 1091 1092 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثامن عشر في أم المعجزات، وهو القرآن المجيد 971
2 فصل في أن القرآن المجيد معجز ويليه سبعة فصول 972
3 فصل في وجه إعجاز القرآن 981
4 فصل في أن التعجيز هو الاعجاز 982
5 فصل في أن الاعجاز هو الفصاحة 984
6 فصل في أن الفصاحة مع النظم معجز 985
7 فصل في أن معناه أو لفظه هو المعجز 985
8 فصل في أن المعجز هو إخباره بالغيب 986
9 فصل في أن النظم هو المعجز 986
10 فصل في أن تأليفه المستحيل من العباد هو المعجز 986
11 باب في الصرفة والاعتراض عليها والجواب عنه وفيه ستة فصول 987
12 باب في أن إعجازه الفصاحة، وفيه ثلاثة فصول 992
13 باب في أن إعجازه بالفصاحة والنظم معا وفيه ثلاثة فصول 999
14 باب في أن إعجاز القرآن: المعاني التي اشتمل عليها من الفصاحة 1003
15 فصل في خواص نظم القرآن، ويليه ثلاثة فصول 1004
16 باب في مطاعن المخالفين في القرآن، وفيه سبعة فصول 1010
17 الباب التاسع عشر في الفرق بين الحيل والمعجزات 1018
18 باب في ذكر الحيل وأسبابها وآلاتها، وكيفية التوصل إلى استعمالها، وذكر وجه إعجاز المعجزات، وفيه ثمانية فصول 1018
19 باب في الفرق بين المعجزة والشعبذة وفيه فصلان 1031
20 باب في مطاعن المعجزات وجواباتها وإبطالها وفيه سبعة فصول 1034
21 باب في مقالات المنكرين للنبوات أو الإمامة من قبل الله وجواباتها وإبطالها، وفيه خمسة فصول 1044
22 باب في مقالات من يقول بصحة النبوة منهم على الظاهر، ومن لا يقول، والكلام عليهما، وفيه ثمانية فصول: 1054
23 الباب العشرون في علامات ومراتب، نبينا وأوصيائه عليه وعليهم أفضل الصلاة وأتم السلام 1062
24 فصل في علامات نبينا محمد صلى الله عليه وآله ووصيه وسبطيه الحسن والحسين عليهم السلام تفصيلا، وفي جميع الأئمة عليهم السلام من ذرية الحسين جملة، وفيه ثلاثة عشر فصلا: 1062
25 باب العلامات السارة الدالة على صاحب الزمان حجة الرحمن صلوات الله عليه ما دار فلك وما سبح ملك وفيه ثمانية عشر فصلا: 1095
26 باب في العلامات الحزينة الدالة على صاحب الزمان وآبائه عليهم السلام وفيه ستة فصول: 1133
27 باب العلامات الكائنة قبل خروج المهدي ومعه عليه السلام وفيه عشرة فصول: 1148