وأعضد ذلك بتجربة (1) ما قاله في العبادات، وتأثيرها في تصفية القلوب.
وكيف صدق فيما قال: " من علم بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم " (2) وفي قوله صلى الله عليه وآله: " من أعان ظالما سلطه الله عليه " (3) وفي قوله: " من أصبح وهمه (4) واحد كفاه الله هم (5) الدنيا والآخرة " (6) قالوا: فإذا جربت هذا في ألف وآلاف حصل لك علم ضروري لا يتمارى فيه فمن هذا الطريق يطلب اليقين بالنبوة، لا من قلب العصا حية، وشق القمر.
فهذا هو الايمان العلمي، ويصير به الدين كالمشاهدة، والاخذ باليد، ولا يوجد إلا في طريق التصوف.
فصل فيقال لهم: إنه من اعتقد في طريقة أنها حق، ودين، وزهد في الدنيا، ورغبة في الآخرة، وراض نفسه بتلك الطريقة، واستعمل نفسه بما يعتقده عبادات في ذلك التدين [فإنه يجد لنفسه تميزا ممن ليس في حاله من الاجتهاد في ذلك التدين]