شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٦٤
عليهم، وكموسى ويوشع ويوسف وأسباط أخوته (عليهم السلام) وبعضهم ذرية من بعض وقد اجتمعت الثلاثة في كثير منهم باختلاف الإضافة والاعتبار، وفي بعض النسخ: من الأنبياء.
ثم استشهد لما أشار إليه من أن النبوة والرياسة والعلم في الذرية التي بعضها من بعض من قبله تعالى (وقال فذلك قوله عز وجل ولقد آتينا إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) مندرج في آله (عليهم السلام) نبينا صلى الله عليه وآله وأوصياؤه عليهم السلام أيضا (فأما الكتاب فهو النبوة وأما الحكمة فهم الحكماء من الأنبياء من الصفوة) في بعض النسخ «والصفوة» (وأما الملك العظيم فهم الأئمة الهداة من الصفوة) الظاهر أن «من» في المواضع الثلاثة بيانية ويحتمل أن يكون ابتدائية، ولعل المراد أنه أشار بذكر الكتاب إلى النبوة والأنبياء وبذكر الحكمة إلى الحكماء والعلماء لأنهم إذا أتاهم الحكمة وهي العلم بالشرايع وأسرار التوحيد ومصالح الدنيا والآخرة فهم الحكماء العارفون بالمنافع والمضار كلها المحترزون عن المقابح وبذكر الملك العظيم إلى الأئمة الهداة ووجوب طاعتهم إذ بطاعتهم وعونهم ينتظم الملك العظيم وهو رياسة الدارين، وقد أول الصادق (عليه السلام) في باب «أن الأئمة (عليهم السلام) ولاة الأمر» أيضا الكتاب في هذه الآية بالنبوة والحكمة بالفهم والقضا والملك العظيم بالطاعة.
(وكل هؤلاء الأنبياء) والحكماء والأصفياء والأئمة من الذرية التي بعضها من بعض في النسب أو الدين أو الوصاية.
(والعلماء) عطف على الذرية (الذين جعل الله فيهم البقية) أي من ينتظر وجوده ويترقب ظهوره من قولك بقيت الرجل أبقيه إذا انتظرته ورقبته (وفيهم العاقبة) أي عاقبة أمر النبوة والولاية والوصاية، والعاقبة أيضا آخر كل شيء، وكأن المراد بها نبينا صلى الله عليه وآله وهو آخر الأنبياء (عليهم السلام) أو المهدي المنتظر وهو آخر الأوصياء (عليهم السلام) ويمكن أن يراد بها مجيء واحد بعد آخر على أن يكون مصدرا ومنه العاقب وهو الذي يخلف من قبله، وفي الخبر: ومن أسماء نبينا (صلى الله عليه وآله) العاقب لأنه آخر الأنبياء (عليهم السلام).
(وحفظ الميثاق حتى ينقضي الدنيا) وهم (عليهم السلام) يحفظون العهد الذي أخذه الله تعالى عليهم وعلى غيرهم وأمرهم بالوفاء به من غير زيادة ونقصان.
(وللعلماء ولولاة الأمر استنباط العلم وللهداة) أي لهم لا لغيرهم استنباط علم الكتاب من الحكمة الإلهية وأسرار التوحيد وعلم الأحكام والأخلاق والسياسات وغير ذلك مما لا يصل إليه إلا عقولهم الشريفة المؤيدة بتأييدات ربانية وتوفيقات إلهية، فإن الكتاب بحر لا يستخرج لئالي أسراره إلا المؤيدون من عند الله والغواصون في بحر عصمته وهم أهل البيت (عليهم السلام) وقد نص بهم الله عز وجل بقوله (ولو ردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) فرد أمر الناس إلى أولي الأمر منهم الذين أمر بطاعتهم بقوله (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) وفيه إشارة إلى أن كل من ليست له قدرة الاستنباط لا يجوز له تولي أمر الخلافة.
(فهذا شأن الفضل من الصفوة والرسل
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557