زور، والإثم بالكسر الذنب وقد يطلق على العمل بما لا يحل وفيه تعريض بمن فيه جميع ذلك.
وقال الفاضل الأمين الإسترابادي: فيه إشارة إلى أن الاستنباطات الظنية من الأصل والاستصحاب وإطلاق الآية أو قياس أو نحو ذلك غير جايزة.
(فهذا بيان ما ينتهي إليه أمر هذه الأمة) وهو أن أمر الخلافة والولاية في العقب من أهل بيته وذريته بأمر الله تعالى كما كانت في أعقاب الأنبياء وذرياتهم بأمره تعالى هذه سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا فمن تمسك بهم فهو ناج ومن تخلف عنهم فهو هالك «إن الله تعالى طهر أهل بيت نبيه (صلى الله عليه وآله) قال الله عز وجل (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وقد نزلت فيهم بالاتفاق كما مر في كتاب الأصول (وسألهم أجر المودة) قال عز وجل (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) ولم يقبل أموالهم حين عرضوا عليه ثلثها، وفي جعل أجر نعمة الرسالة - التي لا نعمة أعظم منها - مودة ذوي القربى دلالة واضحة على وجوب متابعتهم وكمال حبهم وتعظيمهم.
(وأجرى لهم الولاية) قال عز وجل (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا..) الآية، وقال (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) وقال: (ولو ردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم.
). الآية (وجعلهم أوصياءه وأحباءه ثابتة بعده في أمته) الظاهر أن فاعل «جعلهم» ضمير له تعالى بقرينة العطف، وكونه للرسول بعيد، وثابتة حال عن الأوصياء والأحباء، والتأنيث باعتبار الجماعة أو الوصاية والمحبة، والمراد بثبوتها استمرارها إلى آخر الدهر.
(فمن فعل ذلك كان حقا على الله أن يكرمه ولا يعذبه) الإكرام إشارة إلى إيصال أنواع الخير، ونفي التعذيب إلى دفع أنواع الشر.
* الأصل:
93 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة ثابت ابن دينار الثمالي، وأبو منصور، عن أبي الربيع قالا: حججنا مع أبي جعفر (عليه السلام) في السنة التي كان حج فيها هشام بن عبد الملك وكان معه نافع مولى عمر بن الخطاب فنظر نافع إلى أبي جعفر (عليه السلام) في ركن البيت وقد اجتمع عليه الناس فقال نافع: يا أمير المؤمنين من هذا الذي قد تداك عليه الناس فقال: هذا نبي أهل الكوفة هذا محمد بن علي، فقال: أشهد لآتينه فلأسألنه عن مسائل لا يجيبني فيها إلا نبي أو ابن نبي أو وصي نبي قال: فاذهب إليه وسله لعلك تخجله.
فجاء نافع حتى اتكأ على الناس ثم أشرف على أبي جعفر (عليه السلام) فقال: يا محمد بن علي إني قرأت التوراة والإنجيل والزبور والفرقان وقد عرفت حلالها وحرامها وقد جئت أسألك عن مسائل لا يجيب فيها إلا نبي أو وصي نبي أو ابن نبي، قال: فرفع أبو جعفر (عليه السلام) رأسه فقل: سل عما بدا لك.
فقال: أخبرني كم بين عيسى وبين محمد (عليه السلام) من سنة؟ قال: أخبرك بقولي أو بقولك؟ قال: أخبرني