شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٦٩
* الشرح:
قوله (وكان معه نافع مولى عمر بن الخطاب) هو نافع بن الأرزق كما مر في باب الكون والمكان من كتاب التوحيد، وفي جامع الأصول: نافع مولى عمر، وهو أبو عبد الله نافع بن سرجس على وزن نرجس مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب كان ديلميا تابعيا.
(من هذا الذي تداك عليه الناس) أي ازدحموا وأصل الدك الدق والكسر.
(من الذي سأله محمد وكان بينه وبين عيسى خمسائة سنة) زعم نافع أن بعد الزمان والمسافة مانع من الملاقاة والسؤال، وأجاب (عليه السلام) بأنه وقع الملاقاة والسؤال ليلة الإسراء، وإنما أجاب به لأنه لا يقدر المخاطب المتعنت على إنكاره وإلا فهو (صلى الله عليه وآله) قادر على السؤال في كل وقت أراد إذ لا مسافة في العالم الروحاني.
(ثم تقدم محمد (صلى الله عليه وآله) فصلى بالقوم) قيل كيف يصلون وهم في دار الآخرة وليست دار عمل؟
وأجيب عنه بوجوه: الأول أنه إذا كان الشهداء أحياء فهؤلاء أولى وإذ كانوا أحياء صح أن يصلوا ويعملوا ساير القربات ويتقربوا بذلك إلى الله تعالى وهم وإن كانوا في الآخرة فالدنيا لم ينقطع بعد فإذا فنيت وعقبتها الآخرة دار الجزاء انقطع العمل.
الثاني أن الصلاة ذكر ودعاء، والآخرة دار الذكر والدعاء، قال الله تعالى (تحيتهم فيها سلام..). الآية الثالث أن الموت يمنع التكليف لا العمل.
(فلما أن تاب الله تعالى على آدم (عليه السلام)) أي قبل توبته وغفر له وأنقذه من خوف ما صنع أمر السماء (فتقطرت بالغمام) أي أحدثت القطرات بالغمام، وفي بعض النسخ: تفطرت بالفاء أي تشققت.
والغمام السحاب، سمي لأنه يغم أي يغطي ويستر وجه السماء أو وجه الشمس.
(ثم أمرها فأرخت عزاليها) بفتح العين المهملة والزاي المعجمة واللام المكسورة أو المفتوحة جمع عزلا، وهو فم المزادة شبه اتساع الماء واندفاقه بالذي يخرج من فم الراوية (وتفهقت بالأنهار) أي تفتحت واتسعت، ومنه المتفيهقون وهم الذين يتوسعون في الكلام ويفتحون به أفواههم، مأخوذ من الفهق، وهو الامتلاء، وفي بعض النسخ: تفيهقت أي تفتحت.
(فقال أبو جعفر (عليه السلام) أرض تبقى خبزة يأكلون منها حتى يفرغ الله عز وجل من الحساب) وفي كتاب مسلم عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال «تكون الأرض خبزة واحدة نزلا لأهل الجنة» والمراد بقوله «نزلا لأهل الجنة» أنها صارت خبزة لأجلهم، ولا ينافي ذلك أكل الكافر منها أيضا وليست من طعام الجنة.
ثم تأويله (عليه السلام) هذا لا ينافي ما ورد في بعض الأحاديث من أن الأرض المبدلة أرض بيضاء نقية لا جبال فيها ولا تلال ولا وهاد. (فقال نافع إنهم عن الأكل لمشغولون) أنكر نافع قوله (عليه السلام) بأنهم مشغولون عن الأكل بأهوال القيامة ولا يخطر من الهم والغم والخوف الأكل ببالهم. (قال أخبرني عن الله تبارك وتعالى متى كان فقال: ويلك متى لم يكن حتى أخبرك متى كان) متى كان زيد سؤال عن أول زمان كونه ووجوده وهو يستلزم جواز
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557