شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٦٣
المعصومون (عليهم السلام) (وآل عمران على العالمين) قيل: آل عمران إما موسى وهارون ابنا عمران بن يصهر ونسبهما إلى لاوي بن يعقوب وهو جد رابع لهما، أو عيسى ومريم ابنة عمران بن مأتان، ونسبهما إلى يهودا ابن يعقوب وهو الجد الثاني والثلاثين لعيسى (عليه السلام)، وسليمان (عليه السلام) جد العشرين له وكان بين العمرانين ألف وثمانمائة سنة.
(ذرية بعضها من بعض) حال أو بدل من الأولين أو منهما ومن نوح يعني أنهم ذرية واحدة متشعبة بعضها من بعض، وقيل: بعضها من بعض في الدين، والذرية: الولد يقع على الواحد والجمع، فعلية من الذر أو فعولة من الذرء أبدلت همزتها ياء ثم قلبت واوا وأدغمت (والله سميع عليم) بأقوال الناس وأعمالهم فيصطفي من كان مستقيم القول والعمل، كذا في تفسير القاضي.
(وإن الله تبارك وتعالى لم يجعل العلم جهلا) أي لم يجعل العلم قط بمنزلة الجهل ولا العالم بمنزلة الجاهل في وجوب الاتباع بل أمر باتباع العلم والعالم في جميع الأزمنة والأعصار دون الجهل والجاهل فكيف يجوز لهذه الأمة تقديم الجاهل على العالم؟ وفيه رد على الثلاثة واتباعهم إلى يوم القيامة، وقال الفاضل الإسترابادي: فيه رد على من قال بأن الله تعالى بين بعض أحكامه على لسان نبيه (صلى الله عليه وآله) وفوض الباقي إلى ظنون المجتهدين وأفكارهم واجتهاداتهم الظنية وأمر من لم يبلغ درجة الاجتهاد الظني باتباع ظنون المجتهدين، وملخص الكلام أن الظن قد يكون باطلا فيكون جهلا لعدم مطابقة الواقع وأمر عباده باتباع العلم وهو اليقين المطابق للواقع.
(ولم يكل أمره إلى أحد من خلقه..) أي لم يكل أمره الذي هو تعيين الخليفة وتقرير الأحكام قط إلى ملك مقرب ونبي مرسل فضلا عن غيره ولكن الله تعالى قررهما وأرسل ملكا إلى رسله فقال لذلك الملك قل لهم كذا وكذا فأمرهم الملك بما يحب الله ونهاهم عما يكرهه من الأمور المختصة بهم (فقص عليهم أمر خلقه بعلم) قص الخبر قصا من باب قتل حدثه على وجهه، والاسم القصص بفتحتين، ولعل المراد بأمر الخلق كل مطلوب منهم من الأوامر والنواهي وغيرهما مما فيه صلاحهم أو الأعم منه ومما يصدر منهم ظاهرا وباطنا وقوله «بعلم» حال عن الفاعل والغرض منه أن تحديثه كان مقرونا بعلم من الله تعالى لا برأيه فإذا لم يفوض شيئا من أمر الخلق برأي ملك عظيم الشأن كيف يفوضه إلى الجاهلين (فعلم ذلك العلم) الذي علمه الله إياه وأفاضه عليه (وعلم أنبياءه وأصفياءه) كأن المراد بالأنبياء المعنى العام الشامل للرسل أيضا وبالأصفياء والأوصياء مطلقا لصدقها على الرسل والأنبياء والأئمة (عليهم السلام) فبينهما عموم مطلق لأن كل نبي صفي دون العكس، وحمل العطف على التفسير بعيد.
(من الأباء والإخوان والذرية التي بعضها من بعض) بيان للأصفياء يعني أن بعضهم آباء لبعض وبعضهم إخوان في النسب أو في الدين كمحمد وعلي والحسن والحسين صلوات الله
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557