شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٧٥
ابن شاهك في بغداد (الحمد لله العلي العظيم) أي العلي عن المشابهة بالمخلوقين والإحاطة به وصف الواصفين، العظيم بذاته وصفاته فذاته في أعلى مراتب الجلال وصفاته في أقصى مراتب الكمال وكل ما سواه بالإضافة إليه حقير صغير محتاج فقير (الذي بعظمته ونوره أبصر قلوب المؤمنين...) الظاهر أن الباء للسببية إذ الإبصار والمعاداة والابتغاء وقعت بسببهما بيان ذلك أن عظمته المطلقة وكبرياءه تقتضي معرفة جميع ما سواه إياه وانقيادهم له في أوامره ونواهيه وابتهالهم في ذل الحاجة إليه، ولا يتحقق ذلك إلا بوضع علم بجميع ما يحتاجون إليه في صدر رسول ومن ينوب منابه وهذا العلم يسمى تارة بالنور لاهتداء الخلق به وتارة بالعرش لاستقرار العظمة وجميع المخلوقات فيه فبسبب نوره وعظمته المقتضية له أبصر قلوب المؤمنين سبل الحق وطرق الخيرات وكيفية سلوكها.
(وبعظمته ونوره عاداه الجاهلون) بإنكاره أو إنكار رسوله أو إنكار وليه ووصي رسوله حتى توقفوا وتحيروا في سبيله الحق ولو لم يكن العظمة والنور لم يتصور الإبصار والمعاداة والابتغاء.
وقد أشار إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله «ومضيت بنور الله حين وقفوا» أرد (عليه السلام) أن سلوكه لسبيل الله على وفق العلم وهو نور الله الذي لا يضل من اهتدى به وذلك حين وقفوا حائرين مترددين جاهلين بالقصد وكيفية سلوك الطريق وكان غرضه (عليه السلام) هو التنبيه على أن هذه الفضيلة كانت فيه لا في غيره فلا يجوز تقديم الغير عليه، وكذلك بعظمته ونوره ابتغى الخلق كلهم الوسيلة والتقرب إليه بالأعمال المختلفة والأديان المتضادة حيث علموا أنه مستحق للتقرب به، فمنهم من اقتفى نوره واتخذ دينا حقا وعمل عملا على وفقه، ومنهم من مزجه بظلمة الجهل وحصلت له شبهة واتخذ دينا باطلا وعمل عملا باطلا فظن أنه وسيلة التقرب به.
كما فرع عليه ذلك بقوله (فمصيب) في العقد والعمل (ومخطىء) فيهما (وضال) في الدين (ومهتد) فيه (وسميع) يسمع نداء الحق وآياته الداعية إليه وإلى رسوله وولاة الأمر (وأصم) لا يسمع شيئا من ذلك ولا يعمل به (وبصير) يدرك مراد الله تعالى والمطالب الحقيقية والأسرار الإلهية وما نطق به القرآن الكريم والرسول العظيم (وأعمى حيران) لا يدرك شيئا منها فهو حيران في أمر الدين لا يهتدي إلى الأئمة الهداة دليلا ولا إلى مطالب الشرع سبيلا.
(فالحمد لله عرف) في بعض النسخ «عز» (ووصف دينه محمدا صلى الله عليه وآله وسلم) أي بينه وأوضحه. والدين الطريقة الإلهية التي شرعها لعباده واستعبدهم بها.
(أما بعد فإنك امرؤ أنزلك الله من آل محمد بمنزلة خاصة) هي بمنزلة المحبة والقرب والطاعة والانقياد والتسليم لهم، وفيه مدح عظيم لعلي بن سويد، والسند الثاني صحيح إلا أن فيه شهادة لنفسه ففي إثبات مدحه بذلك نظر، فضلا عن توثيقه كما صرح به الفاضل الإسترابادي في حاشية
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557