تحرقه (وقوله عز وجل وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه) إبراهيم منصوب وإذ ظرف للناصب أي وأرسلنا إبراهيم حين كمل عقلا وعرف الحق وأمر الناس به (ذلكم خير لكم) أي ما ذكر من العبادة والتقوى خير لكم مما أنتم عليه (إن كنتم تعلمون) الخير والشر وتفرقون بينهما، واسم التفضيل هنا لأصل الفعل أو لفرضه في المفضل عليه وإلا فلا خير فيه أصلا (فجرى بين كل نبيين) معروفين (عشرة أنبياء وتسعة وثمانية أنبياء) كلهم يبشرون بمن يأتي بعدهم (وجرى لكل نبي ما جرى لنوح (عليه السلام) من وصيته) إلى ابنه سام وبشارته بهود، وهذا تأكيد لقوله سابقا «وكذلك جاء في وصية كل نبي».
(وكما جرى لآدم من وصيته) إلى ابنه هبة الله وبشارته بنوح وهكذا في البواقي.
(ثم أرسل الرسل تترى) اقتباس لقوله تعالى (ثم أرسلنا رسلنا تترى) أي متواترين واحدا بعد واحد من الوتر وهو الفرد، فالتاء بدل من الواو والأصل «وترى» والألف للتأنيث لأن الرسل جماعة، كذا ذكره المفسرون (كلما جاء أمة رسولها كذبوه) فلا بعد في تكذيب هذه الأمة خاتم الأنبياء وسيد الأوصياء لأنه شنشنة أعرفها من أخزم (فأتبعنا بعضهم بعضا) في الهلاك بأنواع متعددة كالغرق والخسف والريح والصاعقة والصيحة ونحوها (وجعلناهم أحاديث) جمع حديث أو أحدوثة وهي ما يحدث به تلهفا أي لم يبق منهم إلا حكايات لمن بعدهم يتحدثون بها ويذكرون أمرهم وشأنهم.
(وكانت بنو إسرائيل تقتل نبيا واثنان قائمان) قال الفاضل الإسترابادي: يعني شاهدان حاضران ساكتان من باب التقية، ومقصوده (عليه السلام) أن تقية الأوصياء (عليهم السلام) مما جرت به عادة الله تعالى في الأولين والآخرين وليست مخصوصة بأوصياء محمد (صلى الله عليه وآله) (ويقوم سوق قتلهم آخر النهار) وآخر النهار ظرف لقيام السوق وهو رواجه مع احتمال أن يكون غاية له.
(وكان بين يوسف وموسى من الأنبياء كلهم) يبشرون به وبخاتم الأنبياء، وهذا تأكيد لما مر من قوله «فكان بين يوسف وموسى من الأنبياء (عليهم السلام)».
(وكان وصي موسى يوشع بن نون (عليه السلام)) هذا كالتأكيد للسوابق من أنه لم يمض نبي إلا وصى إلى غيره بأمر الله وهذه كانت عادة مستمرة من الله تعالى إلى خاتم الأنبياء فكيف يجوز أن تخرق العادة ويمضي هو (صلى الله عليه وآله) ولا ينص بوصي كما زعمه الفجرة.
(فلم تزل الأنبياء تبشر لمحمد (صلى الله عليه وآله)) أشار إلى أن جميع الأنبياء بشروا أمتهم بمحمد (صلى الله عليه وآله) وذكروا نعته ليصدقه كل من أدركه للتنبيه على أن الخليفة لا تكون إلا منصوبا من قبل الله تعالى فلا يجوز أن ينصبه الجهلة بعقولهم الناقصة.
(حتى بلغت محمدا (صلى الله عليه وآله)) أي النبوة والبشارة والوصية. (وذلك) أي كون العلم والرسالة والولاية والوصاية في السابقين واللاحقين بوحي منه تعالى وأمره. (قول الله عز وجل إن الله اصطفى) بالكمالات الجسمانية والنفسانية والفضايل العقلية والروحانية والرسالة والولاية (آدم ونوحا وآل إبراهيم) إسماعيل وإسحاق وأولادهما وقد دخل فيهم وفي الذرية الرسول (صلى الله عليه وآله) وأولاده