شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٥٩
والتسمية بهبة الله من العرب.
(وأخته توأم) عطف على غلام، وفيه رد لما ذكره بعض العامة من أنه تولد من حواء منفردا بخلاف سائر الإخوة.
(فاجعل العلم الذي عندك...) لعل المراد بالعلم العلم بالأحكام وغيرها مما أوحى إليه وبالإيمان أصول الدين وأركانه كالتوحيد ونحوه، وبالاسم الأكبر الاسم الأعظم أو الكتاب، روى المصنف في باب ما نص الله ورسوله على الأئمة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال «الاسم الأكبر هو الكتاب الذي يعلم به علم كل شيء الذي كان مع الأنبياء عليهم السلام وبميراث العلم الإرشاد والتعليم والهداية والخلافة وبآثار علم النبوة الصلاح والكرامات والأسرار التي لا يجوز للنبي إظهاره لغير الوصي وفي كتاب معارج النبوة أن آدم (عليه السلام) عند وصيته إلى شيث أخرج صندوقا أبيض وفتح قفله وأخرج منه صحيفة بيضاء ونشرها وبلغ نورها شرقا وغربا وكانت فيها أسامي جميع الأنبياء والأوصياء وصفاتهم وعلاماتهم ومعجزاتهم وأزمنتهم وأيام عمرهم وما يرد عليهم من العطاء والبلاء أولهم آدم (عليه السلام) وآخرهم خاتم الأنبياء وسايرهم على الترتيب فعرضهم على شيث ثم وضعها في الصندوق ودفعه إلى شيث وأمره بحفظه» واعلم أن المقصود من هذا الحديث أن الرسالة والنبوة والوصاية والولاية من لدن آدم (عليه السلام) إلى آخر الدهر إنما كانت بنص الله تعالى وأمره ولم يفوضها إلى الرسل والأنبياء والأوصياء مع كمال عقولهم وهكذا كانت سنة الله دائما فكيف يفوضها إلى الجهلة من هذه الأمة ولن تجد لسنة الله تحويلا.
(ويكون نجاة لمن يولد فيما بينك وبين نوح) أريد بالنجاة النجاة الأخروية لمن تبعه والنجاة من العقوبة الدنيوية للجميع إذ العالم المذكور سبب لبقاء الخلق ولولا وجوده لساخت الأرض بأهلها، كما دل عليه صريح بعض الروايات.
(وبشر آدم) هبة الله وخيار أولاده (بنوح صلى الله عليه فقال إن الله تعالى باعث نبيا اسمه نوح) في معارج النبوة اسمه في السريانية يشكر، وسماه العرب نوحا وآدما ثانيا ولقبوه بشيخ الأنبياء ونجي الله، وذكر لتسميته بنوح ثلاثة أوجه أحدها أنه مر يوما بكلب أجرب فقال: اخسأ يا قبيح، فتكلم الكلب وقال: اخلق أحسن مني إن قدرت، أو قال: أنت تعيب النقاش دون النقش، أو قال:
احفظ لسانك إنما أجريب أنت اسم آدم ووصف النبوة على نفسك فاضطرب نوح وبكى سنين كثيرة سمي لذلك بنوح، وإنما سموه آدم الثاني لأن سلسلة أنساب الخلائق كلهم بعد الطوفان تنتهي إليه (وأوصى آدم (عليه السلام) إلى هبة الله...) أي أمره أو عهده أو فرضه والظاهر أنه (عليه السلام) كتب هذه الوصية وكتب اسم نوح ونعته وأمر هبة الله أن يحفظها أو يعمل بما فيها بقرينة ما يأتي من أنه وصى هبة الله أن يتعاهد هذه الوصية عند رأس كل سنة (فأرسل آدم هبة الله وقال له إن لقيت جبرئيل) دل على أنه كان للملائكة مقام معلوم يراهم آدم وصيه فيه وإلا لما احتاج إلى الإرسال.
(فليس لنا أن نؤم شيئا من ولده) في الفقيه «قال جبرئيل (عليه السلام) فلسنا نتقدم على أبرار ولده وأنت
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557