شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٥٦٥
وهو ظاهر لمن نظر فيما فعلوا بالفرقة الناجية من التنكيل والتعذيب والقتل والنهب وغير ذلك من أنواع الاستخفاف (وقد بعث الله عز وجل إليكم - آه) مر تفسيره قبل ذلك ولعل الخطاب للمؤمنين لترغيبهم في المتابعة والأعم محتمل (وأنزل عليه كتابا عزيزا كثير النفع عدم النظير (لا يأتيه الباطل من بين يديه) من الأمور الماضية.
(ولا من خلفه) من الأمور الآتية أولا يأتيه ما يبطله في جهة من الجهات وانما خص هاتين الجهتين بالذكر لان الآتي يأتي غالبا فيهما (تنزيل من حكيم) يعلم الأشياء كما هي ويضع كل شئ في موضعه (حميد) يحمده جميع المخلوقات أو يحمد هو ذاته بذاته كما هو أهله (قرآنا غير ذي عوج) لا اختلاف فيه بوجه (لينذر من كان حيا) قابلا للانذار مستعدا لقبوله (ويحق القول) وهو كلمة العذاب (على الكافرين) قيل: دلت المقابلة على انهم أموات وان سبب موتهم هو الكفر وفي ذكر الكتاب ووصفه بما ذكر ترغيب في الاقتداء به وعدم المخالفة له والغفلة عن امر الآخرة بالامل في الدنيا وتوقع طول الامل فلذلك فرع عليه وقال (فلا يلهينكم الامل) في الدنيا وحطامها (ولا يطولن عليكم الاجل) وهو محركة غاية الوقت في الموت ومدة العمر والأمل وتوقع طول الاجل تابعان لحب الدنيا الذي هو رأس كل خطيئة وموجبان للغفلة عن الآخرة ومهلكان هلاكا أبديا فلذلك قال (فإنما أهلك من كان قبلكم) من هذه الأمة والأمم السابقة (أمد أملهم) أمد الشئ محركة غايته ومنتهاه وأوله أيضا والأول أظهر والثاني أبلغ (وتغطية الآجال عنهم) وهي كناية عن الغفلة عنها ثم أشار إلى عاقبة ذلك للتنبيه على شدتهما بقوله (حتى نزل بهم الموعود) الذي ترد عنه المعذرة وترفع عنه التوبة (وتحل) معه القارعة والنقمة والموعود الموت وحضور آثاره، والقارعة الداهية العظيمة والبلية الشديدة والقيامة والنقمة والعقوبة والضمائر للموصول على الظاهر، وعن للمجاوزة أو التعليل أو بمعنى الباء (وقد أبلغ الله عز وجل إليكم) بالوعيد الابلاغ الايصال، والباء للتبعيض كما في قوله تعالى (عينا يشرب بها عباد الله) أو زائدة للتأكيد والوعيد التشديد وفي بعض النسخ بالوعد (وفصل لكم القول) في المبدء والمعاد والحلال والحرام وغيرها (وعلمكم السنة) وهي الطريقة الشرعية والسيرة النبوية الداعية إلى كل خير والزاجرة عن كل شر (وشرع لكم المناهج) أي سنها وأظهرها وبينها لكم والمنهج السبيل الواضح والطريق المستقيم ولا يبعد أن يراد بها أهل الولاية (عليهم السلام) (ليزيح العلة) تعليل للأفعال المذكورة والإزاحة الإزالة، والمراد بالعلة هنا حجة العباد على الله تعالى وعذرهم في المخالفة (وحث على الذكر) بالقلب واللسان في جميع الأحوال خصوصا في موارد الامر والنهى والذكر طاعة تنشأ منها طاعات كثيرة وحالات غريبة لا يعرفها الا الذاكرون (ودل على النجاة) من أهوال الآخرة وعقوباتها ببيان ما يوجب التخلص منها (وأنه من انتصح الله) انه بفتح
(٥٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 560 561 562 563 564 565 566 567 568 569 570 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557