شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٥٦٨
الرشد للتحرز عن متابعته وهذه المعرفة تتوقف على معرفة الرشد لا على الثبات عليه فلا دور وقس عليه البواقي (ولن تأخذوا بميثاق الكتاب) الذي من جملته الولاية والطاعة لأهلها (حتى تعرفوا الذي نقضه) ونشر ضده (ولن تمسكوا به حتى تعرفوا الذي نبذه) وراء ظهوره والاخذ به والضمائر راجعة إلى الكتاب أو الميثاق (ولن تتلوا الكتاب حق تلاوته) برعاية المباني المنزلة والمعاني المقصودة (حتى تعرفوا الذي حرفه) أي غيره أو صرفه عن الحق إلى الباطل.
(ولن تعرفوا الضلالة حتى تعرفوا الهدى) لأن الضلالة وهي التحير والخروج عن الصراط المستقيم لا تعرف بدون معرفة الهدى وهو الصراط المستقيم ضرورة ان الخروج عن الشئ لا يعرف بدون معرفة ذلك الشئ وانما غير الأسلوب للاشعار بان عكس الفقرات السابقة واللاحقة أيضا صحيح وثمرة الاشعار إفادة التلازم بين المعرفتين (ولن تعرفوا التقوى حتى تعرفوا الذي تعدى) لأن عدم معرفة المتعدى عن حدود الله يؤدى إلى الاقتداء به وهو ينافي معرفة التقوى والثبات عليها (فإذا عرفتم ذلك) المذكور وهو من ترك الرشد ومن نقض الميثاق وأضرابهما (عرفتم البدع) بمعرفة تارك الرشد لأنه أخذ بضده وهو المبدع (وعرفتم التكلف) بمعرفة ناقض الميثاق لأنه يتكلف الوفاء بالميثاق ويتصنع به فإذا عرفته عرفت تكلفه وتصنعه (ورأيتم الفرية على الله وعلى رسوله) بمعرفة من نبذ الكتاب لأنه من أهل الفرية عليهما (ورأيتم التحريف) لكنا به بمعرفة من حرفه لأن معرفته بمعرفة تحريفه (ورأيتم كيف هدى الله من هدى) أي من هداه وأرشده إلى مالا بدله في نظامه وبقائه ودوام استقامته وبصره وعرفه طريق معرفته وشريعته حتى آمن برسالة رسوله وولاية وليه وأذعن بربوبيته (فلا يجهلنكم الذين لا يعلمون) نهى والخبر بعيد والتجهيل هو النسبة إلى الجهل أي لا ينسبنكم الذين، لا يعلمون ما في الكتاب والسنة أوليست لهم حقيقة العلم، إلى جهلهم وضلالتهم (فإن علم القرآن) والسنة ولم يذكرها لأن علمها علم القرآن وهي مفسرة له في الحقيقة (ليس يعلم ما هو إلا من ذاق طعمه) فعرف حقيقته وكيفيته وأنواعه كما تعرف المذوقات وكيفياتها وأنواعها بالذوق وفيه استعارة تمثيلية أو مكنية وتخييلية (فعلم بالعلم جهله) بالشئ قبل العلم به أو مجهوله أو باطله وهو الضد الحق المعلوم (وبصره عماه) في القاموس عمى كرضى عمى ذهب بصره كله وفي الكنز: عمى نادان شدن وكور شدن وپوشيده شدن والمراد به الضلالة والجهالة وبالابصار الادراك القلبي (وسمع به صممه) في القاموس الصمم محركة انسداد الاذن وثقل السامع ولسمع حس الاذن يعني أحس وأدرك بالعلم الحاصل له من جهة السماع صممه قبل حصول ذلك العلم (وأدرك به علم ما فات) جهلا به فتداركه (وحى به بعد إذ مات) أي مات قلبه بالجهل أو مات موتا معروفا فإن العلم سبب للحياة الأبدية بعد الموت وفي
(٥٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 563 564 565 566 567 568 569 570 571 572 573 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557