شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٥٦٢
حملته وتناساه حفظته) كان المراد بالكتاب معانيه ومقاصده وأحكامه وبضميره ألفاظه وعباراته وكلماته على سبيل الاستخدام وكون المراد من الجملة والحفظة علماء الكتاب ونبذهم إياه باعتبار كساد سوقه وعدم رواجه بعيد وفي ترك التنابذ أولا وذكر التناسي ثانيا فائدة لطيفة هي الايماء إلى أن الكتاب يطلبهم فالنبذ من طرقهم ثم بعد النبذ هو ينساهم كما أنهم نسوه ومن المشهورات ان لم تردني لم أردك (حتى تمالت بهم الأهواء) كان تمالت أصله تمايلت بالنقل كما في شاكي السلاح ثم بالقلب والحذف أو تعالوت بالقلب والحذف من الملو وهو السير الشديد والباء للتعدية أي سيرتهم الأهواء وبالعكس في طريق الباطل أو تمالات بتخفيف الهمزة بمعنى تعاونت وتساعدت أو تمالت بالثاء المثلثة لو ثبتت روايته بمعنى تداهن وتلاعب وفي بعض النسخ عال بالعين المهملة بمعنى مال (وتوارثوا ذلك من الاباء) أشار إلى أن ذلك المذكور من الخصال القبيحة شنشنة اتخذها الأبناء من الاباء والى استمرارها وطول مدتها وقد ذمهم الله عز وجل عليها في مواضع عديدة من القرآن الكريم.
(وعملوا بتحريف الكتاب كذبا) على الله وعلى رسوله وتكذيبا لحملته وحفظته ومن تبعهم (فباعوه بالبخس) وهو الزيف أو النقص فإنهم استبدلوه بالدنيا والدنيا كلها بخس فكيف ما وجدوه منها بسبب التحريف في أعمارهم القصيرة، وفيه ايماء إلى ان ذلك صدر منهم عن قصد (وكانوا فيه من الزاهدين) الراغبين عنه لجهلهم بقدره ومنزلته فحالهم كحال من له جوهرة نفيسة لا يعرف قدرها ولا قيمتها فيبيعها بثمن يسير لا قدر له ويظن أنه ربح فيه وفيه اما متعلق بالزاهدين ان جعل اللام للتعريف، أو بمحذوف يبينه الزاهدين ان جعل بمعنى الذي لأن متعلق الصلة لا يتقدم على الموصول (فالكتاب وأهل الكتاب) الحامل له العالم العامل به وهم أهل العصمة (عليهم السلام) ومن تبعهم (في ذلك الزمان طريدان منفيان) تأيد أو الأول الطرد والابعاد عن المعاشرة والثاني النفي عن البلد (وصاحبان مصطحبان في طريق واحد) وهو طريق الحق وفيه أيضا تأكيدا والأول من الصحبة بمعنى المعاشرة والثاني من الصحبة بمعنى الحفظ وكل منهما يحفظ الاخر عن الضياع (لا يؤويهما مؤو) أي لا ينزلهما أحد في منزله، وفي المهذب الايواء جا دادن أولايرق لهما ذورقة (فحبذا ذانك الصاحبان واها لهما ولما يعملان له) من قرب الحق ودخول الجنة والسعادة الأبدية روت العامة من ابتلى فصبر واها واها في القاموس واها ويترك تنوينه كلمة التعجب من طيب شيء وكلمة تلهف وفى النهاية قيل: معنى هذه الكلمة التلهف وقد توضع موضع الاعجاب بشئ يقال واها له وقد ترد بمعنى التوجع، وقيل: التوجع يقال في آها ومنه ان يكن خيرا فواها واها وان يكن شرا فآها آها (فالكتاب وأهل الكتاب في ذلك الزمان في الناس) من حيث الوجود والتحيز واللوازم الجسمانية (وليسوا فيهم) من حيث العمل والاتصاف
(٥٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 557 558 559 560 561 562 563 564 565 566 567 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557