شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٥٦١
مع عبارات شريفة ومعاني لطيفة متصفة بالايجاز والاعجاز وينبغي ان يعلم أن تجليه تعالى أمر يمكن ادراكه ولا يمكن وصفه وبيانه وأن مراتبه متفاوتة غير محصورة وأنه يخلف بالنسبة إلى واحد في بعض الأحوال والأوقاف (فأراهم حلمه كيف حلم) كيف هنا للتعجب وحلمه تعالى يعني تأنيه وتثبته عن عقوبة العبد مع استحقاقه اما لعلمه بأنه سيرجع أو بأنه سيولد منه ولد صالح اولاستدراجه.
(وأراهم عفوه كيف عفى) عن السيئات بالتوبة والشفاعة أو الدعاء والاستغفار أو بدونها تفضلا لمن هو أهل له في الجملة (وأراهم قدرته كيف قدر) على الممكنات وايجادها وابقائها وافنائها بمجرد ارادته من غير روية ولا آلة (وخوفهم من سطوته) وبطشه كما قال «ان بطش ربك لشديد» (وكيف خلق ما خلق من الآيات) الدالة على وجوده وعظمته وقدرته وتدبيره وحكمته (ومحق من محق من العصاة بالمثلات) كقوم نوح وموسى وهود وصالح وثمود ولوط وأضرابهم المذكورة في القرآن الكريم، والمثلات جمع المثلة بضم التاء وسكونها وهي العقوبة الشديدة (واحتصد من احتصد بالنقمات) الاحتصاد قطع الزرع والمراد هنا القتل على سبيل التشبيه والنقمات جمع النقمة بالفتح وبالكسر وكفرحة وهي المكافاة بالعقوبة (وكيف رزق وهدى) إلى طريق الحق وسبيل الرزق.
(وأعطى) كل شيء خلقه وكماله وما يرفع به حاجته ويناسب حاله والتفكر في تفاصيله خارج عن طوق البشر وموجب للتولة والتحير (وأراهم حكمه كيف حكم) إذ أراهم بما ركز فيهم من البصيرة العقلية أن حكمه في كل شيء نافذ بلا مانع بمجرد الإرادة والقضاء فلا يشكل عليه شيء من حيث الايجاد والافناء والأمانة والاحياء (وصبر حتى يسمع ما يسمع ويرى) من الأقوال الكريهة في الذات والصفات والتوحيد وغيرها والاعمال القبيحة الدالة على ضعف اليقين وعدم الاهتمام بالدين والصبر ليس للعجز عن الاخذ بل لما ذكر سابقا (فبعث الله عز وجل محمد (صلى الله عليه وآله) بذلك) دل مع السابق على أن سنة الله جرت على اكمال الحجة على العباد باعطاء العقل وارسال الرسول (ثم انه سيأتي عليكم من بعدى زمان - آه) إشارة إلى زمان خلفاء بني أمية وبني عباس وأمرائهم الميشومة واضرابهم إلى يومنا هذا (والسلعة) بالكسر المتاع وما يتجر به (والبور) والبوار الهلاك وكساد السوق والمراد بحق تلاوة الكتاب رعاية لفظه ومعناه جميعا (ونفاق البيع) بفتح النون رواجه والتحريف التغيير وصرف الشئ عن وجهه إلى وجه باطل كتحريف آيات الاحكام والولاية عن مواضعها (وانكى) مثل أحرى من النكاية بفتح النون وهو القبح والجراح والقتل والعقوبة أو مثل املاء من النكاء بهمز اللام وهو قشر القرحة قبل أن تبرأ والمراد على التقديرين أن الهدى أشد مولم في ذلك الزمان (والضلال) بتخفيف اللام أو بتشديده على احتمال جمع ضال (فقد نبذ الكتاب
(٥٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 556 557 558 559 560 561 562 563 564 565 566 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557