كنت عند أبي جعفر يعني أبا الدوانيق فجاءته خريطة فحلها ونظر فيها فأخرج منها شيئا فقال: يا أبا عبد الله أتدري ما هذا؟ قلت: ما هو؟ قال: هذا شيء يؤتى به من خلف إفريقية من طنجة أو طبنة - شك محمد - قلت: ما هو؟ قال جبل هناك يقطر منه في السنة قطرات فتجمد وهو جيد للبياض بكون في العين يكتحل بهذا فيذهب باذن الله عزوجل قلت: نعم أعرفه وإن شئت أخبرتك باسمه وحاله؟ قال: فلم يسألني عن اسمه، قال: وما حاله؟ فقلت: هذا جبل كان عليه نبي من أنبياء بني إسرائيل هاربا من قومه يعبد الله عليه فعلم به قومه فقتلوه فهو يبكي على ذلك النبي (عليه السلام) وهذه القطرات من بكائه وله من الجانب الاخر عين تنبع من ذلك الماء بالليل والنهار ولا يوصل إلى تلك العين.
* الشرح:
قوله (قال هذا شيء يؤتى به من خلف إفريقية من طنجة أو طينة) إفريقية بالياء بعد الراء بلاد واسعة قبالة الأندلس وطنجة بلد بشاطى ساحل المغرب وطينة بالنون بعد الياء بلد قرب دمياط.
قوله (جزء كافور رياحى) في القاموس الرياحي جنس من الكافور وقول الجوهري الرباح دويبة يجلب منها الكافور «خلف وأصلح في بعض النسخ وكتب بلد بدل دويبة وكلاهما غلط لأن الكافور صمغ شجر يكون داخل الخشب وبتخشخش فيه إذا حرك فينشر ويستخرج أقول بيان غلطه مذكور في كتاب حياة الحيوان أيضا وفيه تأمل فتأمل (وجزء صبر اصقو طري) في القاموس سقطرى بضم السين والقاف ممدودة ومقصورة واسقطرى جزيرة ببلد الهند على يسار الجائي من بلاد الزنج والعامة تقول سقوطرة يجلب منها الصبر ودم الأخوين.
583 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سليم مولى علي بن يقطين أنه كان يلقى من رمد عينيه أذى قال: فكتب إليه أبو الحسن (عليه السلام) ابتداء من عنده: ما يمنعك من كحل أبي جعفر (عليه السلام) جزء كافور رباحي وجزء صبر اصقوطري يدقان جميعا وينخلان بحريرة يكتحل منه مثل ما يكتحل من الإثمد الكحلة في الشهر تحدر كل داء في الرأس وتخرجه من البدن، قال: فكان يكتحل به فما اشتكى عينيه حتى مات.