وهو كل شاهد لله عز وجل بما أنزله على رسوله صادق في تلك الشهادة والحاكم أهل العلم (عليهم السلام) (وصامت ناطق) صامت بالنسبة إلى من لم يعرفوه حيث ان النطق معهم عبث، ناطق بالنسبة إلى من عرفوه وهم أهل الذكر (عليهم السلام) وقد روي عن الصادق (عليه السلام) في حديث طويل أنه قال بعد وصف القرآن بما وصف ذلك القرآن فاستنطقوه فلن ينطق لكم أخبركم عنه وفيه علم ما مضى وعلم ما يأتي إلى يوم القيامة وحكم ما بينكم وبيان ما أصبحتم فيه تختلفون فلو سألتموني عنه لعلمتكموه (فهم من شأنهم شهداء بالحق) من التعليل والسببية والشأن الخطب والامر والحال أي هم سبب شأنهم الرفيع شهداء لله تعالى على عباده بالحق الذي أنزله إليهم واراده منهم (ومخبر صادق) عطف على الحق والمراد به الرسول أو الله عز وجل وفيه ايماء إلى أن من خالفهم فهو منكر للرسالة والألوهية ويعضده روايات اخر.
(يخالفون الحق ولا يختلفون فيه) هذا كالسابق فهو تأكيد له أو هذا في الشهادة والسابق في الاخبار، أو التفاوت باعتبار اختلاف المشهود به ولو بحسب الاعتبار، أو هذا باعتبار العمل والسابق باعتبار الحكم (قد خلت) في العلم والتقدير أزلا (لهم من الله) نعمة (سابقة) هي العصمة والحكمة والهداية والخلافة ولوازمها (ومضى فيهم من الله عز وجل حكم صادق) مطابق للخارج لوقوع المقدر على نحو التقدير (وفى ذلك ذكرى للذاكرين) أي تذكرة وعبرة لهم في القاموس ذكرى للمؤمنين وذكرى لأولي الألباب عبرة لهم (فاعقلوا الحق إذا سمعتموه عقل رعاية) أي حفظ بالاعتقاد والاذعان به ان كان اعتقاديا أو بالعمل ان كان عمليا (ولا تعقلوه عقل رواية) فقط إذ الرواية بدون الرعاية غير نافعة بل هي موجبة لزيادة التحسر والندامة والعقوبة يوم القيامة (فإن رواة الكتاب كثير ورعاته قليل) كأنه تعليل للامر والنهي وتنبيه، على أن ترك الرواية لا يضر كثيرا لكثرة أهلها الحافظين لعباراته وكلماته وقراءته وآياته، وإنما الأصل والأهم هو الرعاية لئلا يندرس ما هو المقصود لقلة أهلها (والله المستعان) في جميع الأمور وفيه تفويض لأموره (عليه السلام) وأمور من تبعه إليه عز وجل وطلب للعون والنصرة منه.
* الأصل:
587 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عمر بن علي، عن عمه محمد بن عمر، عن ابن اذينة قال: سمعت عمر بن يزيد يقول: حدثني معروف بن خربوذ، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) أنه كان يقول: ويلمه فاسقا من لا يزال مماريا، ويلمه فاجرا من لا يزال مخاصما، ويلمه آثما من كثر كلامه في غير ذات الله عزوجل.
* الشرح: