الله (صلى الله عليه وآله): اللهم اكفني شر سراقة بما شئت فساخت قوائم فرسه فثنى رجله ثم اشتد فقال: يا محمد إني علمت أن الذي أصاب قوائم فرسي إنما هو من قبلك فادع الله أن يطلق لي فرسي فلعمري إن لم يصبكم مني خير لم يصبكم مني شر، فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأطلق الله عز وجل فرسه فعاد في طلب رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى فعل ذلك ثلاث مرات كل ذلك يدعو رسول الله (صلى الله عليه وآله) فتأخذ الأرض قوائم فرسه فلما أطلقه في الثالثة قال: يا محمد هذه إبلي بين يديك فيها غلامي فإن احتجت إلى ظهر أو لبن فخذ منه وهذا سهم من كنانتي علامة وأنا أرجع فأرد عنك الطلب، فقال: لا حاجة لنا فيما عندك.
* الشرح:
قوله: (فخرج سراقة بن مالك بن جعشم فيمن يطلب) في القاموس سراقة بن مالك بن جعشم كقنفذ وجندب صحابي روى مسلم في كتاب الأشربة باسناده عن أبي إسحاق الهمداني قال: « سمعت البراء يقول: لما أقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) من مكة إلى المدينة تبعه سراقة بن مالك بن جعشم فدعا عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فساخت فرسه فقال ادع الله لي ولا أضرك قال: فدعا الله الحديث.
جعشم مكتوب بتقديم العين المهملة على الشين، قال الآبي: سراقة هو ابن مالك الكناني وكان من حديث أن الله سبحانه لما أذن لرسوله (صلى الله عليه وآله) في الهجرة وخرج هو وأبو بكر جعلت قريش لمن رده عليهم مائة ناقة فخرج سراقة في أثره ليرده وكان من أمره ما ذكر في الحديث. وفي سيرة ابن إسحاق أنه لما ساخت قوائم فرسه في الأرض تبعتها عثان: الدخان وذكر غير ابن إسحاق أن سراقة لما رجع بغير شيء لامه أبو جهل فأنشد.
أبا حكم واللات لو كنت شاهدا * لأثر جوادي إذ تسوخ قوائمه علمت ولم تشكك بأن محمدا * رسول ببرهان فمن ذا يقاومه عليك بكف القوم عنه فإنني * أرى أمره يوما ستبدو معالمه وآمر برد الناس فيه بأسرهم * فان جميع الناس طرا يسالمه وروى مسلم وغيره أن سراقة بن مالك تبع النبي (صلى الله عليه وآله) وهو في جلد من الأرض أي في صلب وغلظه فقال أبو بكر: قد أتانا فقال (عليه السلام) لا تحزن إن الله معنا، فدعا عليه فارتطمت فرسه إلى بطنها يعني غاصت قوائمها فقال: إني قد علمت أنكما قد دعوتما علي فادعوا لي فلله أن أرد عنكما الطلب - وهو بضم الطاء وشد اللام جمع الطالب - فدعا الله عز وجل فنجا فرجع لا يلقى أحدا إلا قال: قد كفيتكم ما هنا فلا يلقى أحد إلا رده ووفى. وفي رواية أخرى لهم فلما دنا دعا عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فساخ فرسه في الأرض إلى بطنه ووثب عنه وقال يا محمد قد علمت أن هذا عملك فادع