شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٣٥٣
من قبيح ما استفزكم الشيطان من قتال ولي الأمر وأهل العلم بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وما تعاونتم عليه من تفريق الجماعة وتشتت الأمر وفساد صلاح ذات البين، إن الله عز وجل «يقبل التوبة ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون».
* الشرح:
قوله: (أيها الناس إن الدنيا حلوة خضرة): أي تامة الحلاوة شديدة الخضرة وإنما وصف الدنيا ومتاعها بهما لميل الطبايع الفاسدة إليها (تفتن الناس بالشهوات): أي تعجبهم أو تضلهم، يقال:
فتنه بفتنه: وفتنه وأفتنه: أوقعه في الفتنة ولها معان منها: الإعجاب والإضلال والدنيا تعجبهم وتضلهم لأنها تعطف عليها قلوبهم وتصرف إليها ميولهم وتعمى عيون بصايرهم وتطفأ أنوار ضمائرهم فتمنعهم عن إدراك الحق وتعجزهم عن سلوك سبيلة والاقتداء بحججه والاهتداء إلى منهجه وإليه الإشارة في قوله تعالى «ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه» (وتزين لهم بعاجلها) وهي زهراتها البائدة الحاضرة التي تغفل القلوب الناقصة القاصرة عن التوجه إلى السعادة الدائمة والظاهر الباء زايدة، ثم أشار إلى ما يوجب النفور منها مؤكد بالقسم وغيره بقوله (وأيم الله أنها لتغر من أملها) غره غرا وغرورا وغرة بالكسر فهو مغرور وغرير خدعه وأطمعه بالباطل والدنيا غرارة خداعة تغر من أملها ومال قلبه إليها وتغفله بزهراتها الزائلة وشهواتها الباطلة عن الله تعالى وعن أمر الآخرة (وتخلف من رجاها) بعدم إعطاء مرجوه أو بأخذه منه ورده فقيرا إلى الآخرة (وستورث غدا أقواما) التنكير والجمع للتكثير والمبالغة في الكثرة والمراد بالغد يوم القيامة أو يوم الموت وما بعده (الندامة والحسرة) حين رأوا سعادة الزاهدين في الدنيا وخسران أنفسهم (بإقبالهم عليها وتنافسهم فيها) التنافس: التسابق إلى الشيء أيهم يأخذه أولا ومنشأه كثرة الرغبة وهو أول التحاسد (وحسدهم وبغيهم على أهل الدين والفضل فيها) أي في الدنيا والمراد بهم أمير المؤمنين (عليه السلام) وأهل العصمة من أولاده الطاهرين ثم من تبعهم إلى يوم الدين.
(ظلمنا وعدوانا وبغيا وأشرا وبطرا) قيل الأشر البطر، وقيل أشد البطر، والبطر: الطغيان عند النعمة وطول الغنا، وقيل: هو التكبر عن الحق وعدم قبوله، وكان هذه الأمور متعلقة بالأمور السابقة على الترتيب فظلما علة لإقبالهم على الدنيا لظلمهم على أنفسهم وعدو لهم عن طريق الآخرة إلى الدنيا وعدوانا علة لتنافسهم فيها لتجاوزهم عن حد الحق ودخولهم في حد الباطل وبغيا علة لحسدهم على أهل الدين والفضل لتجاوزهم عن حدهم فخرجوا عن طاعة الإمام العادل وحسدوا
(٣٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 348 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557