فاعل، قال أبو عبد الله (عليه السلام) ويأباه قوله فيما بعد فأخذتها عليهم على صيغة المتكلم إذ المناسب فأخذها عليهم وفي بعض النسخ فأخذ بها بالباء فتأمل (نجى من نجى وهلك من هلك) أي نجى بسبب الوفاء بالبيعة المذكورة كل من نجى وخلص من عقوبته الله وسخطه وهلك بسبب نقص تلك البيعة كل من هلك بعقوبة الأبد.
* الأصل:
375 - عنه، عن أحمد بن محمد، عن أبي يحيى الواسطي، عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن من وراء اليمن واديقال له: وادي برهوت ولا يجاوز ذلك الوادي إلا الحيات السود، والبوم من الطيور. في ذلك الوادي بئر يقال لها بلهوت، يغدي ويراح إليها بأرواح المشركين، يسقون من ماء الصديد خلف ذلك الوادي قوم يقال لهم الذريح، لما أن بعث أن بعث الله تعالى محمد (صلى الله عليه وآله) صاح عجل لهم فيهم وضرب بذنبه فنادى فيهم يا آل الذريح - بصوت فصيح - أتى رجل بتهامة يدعو إلى شهادة أن لا إله إلا الله قالوا: لأمر ما أنطق الله هذا العجل؟ قال:
فنادى فيهم ثانية فعزموا على أن يبنوا سفينة فبنوها ونزل فيها سبعة منهم وحملوا من الزاد ما قذف الله في قلوبهم ثم رفعوا شراعها وسيبوها في البحر فما زالت تسير بهم حتى رمت بهم بجدة فأتوا النبي (صلى الله عليه وآله) فقال لهم النبي (صلى الله عليه وآله): أنتم أهل الذريح نادى فيكم العجل؟ قالوا: اعرض علينا يا رسول الله الدين والكتاب فعرض عليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) الدين والكتاب والسنن والفرائض والشرائع كما جاء من عند الله جل وعز وولي عليهم رجلا من بني هاشم سيره معهم فما بينهم اختلاف حتى الساعة.
* الشرح:
قوله: (في ذلك الوادي بئر يقال لها بلهوت) قد يقال: برهوت تسمية باسم ذلك الوادي في القاموس برهوت محركة وبالضم: بئر أو واد، وقيل في الصحاح: برهوت على مثال رهبوت: بئر بحضر موت، يقال: فيها أرواح الكفار (يسقون من ماء صديد) في القاموس، الصديد: ماء الجرح الرقيق والحمبم أغلي حتى خثر قيل في المغرب صديد الجرح ماؤه المخلوط بالدم وفي الكنز صديد «ريم وخون» (يقال لهم: الذريح) في القاموس الذريح أبو حي (ضرب بذنبه) يمكن أن يراد بالضرب معناه الظاهري وأن يراد به الإشارة إلى تهامة وأن يراد به المشي إليها ليريهم سمتها يقال: ضرب فلان بذنبه إذا أسرع الذهاب في الأرض كما صرح به في النهاية (فنادى فيهم يا آل ذريح بصوت فصيح. انتهى): أي خالص مظهر للمقصود كما ينطق به الفصحاء من الناس وتهامة بالكسر: مكة شرفها الله تعالى.
وقيل: تهامة ما بين ذات عرق إلى مرحلتين من وراء مكة ولا استبعاد في نداء