شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٣٣٤
لا توجب الكمال كل الكمال حتى تقترن بالأعمال بقوله (وخذ حظك من آخرتك) أي خذ نصيبك في الدنيا من أجل آخرتك كما روي خذ من الدنيا للآخرة ويحتمل أن يراد بآخرتك عملها أو حذف مضاف أي من عمل آخرتك (وقال أبو عبد الله (عليه السلام)) للحث على المبادرة إلى تطهير النفس من العيوب وفي بعض النسخ فقال بالفاء (أنفع الأشياء للمرء سبقه الناس إلى عيب نفسه) لأن النافع ما يوجب السعادة في الآخرة والتقرب من الحق وهو إما تخلية عن العيوب والرذائل أو تحليه بالأعمال الصالحة والفضايل، والأول أقدم وأنفع من الثاني مع أنه أيضا عمل معين كسائر الأعمال في النفع والتأثير في الترقي إلى المقامات العالية كما قيل ادفع القيد وجد في السير (وأشد شيء مؤونة اخفاء الفاقة) لعل السر فيه أن المطلوب كلما كان أقوى كان فواته أشد ومن البين أن أقوى مطالب النفس التذاذها بالغنى والراحة وكل ذلك مفقود عند الفاقة فهو أشد وأخفاؤها أشد عليها من غيرهما.
(وأقل الأشياء غناء النصيحة لمن لا يقبلها ومحاورة الحريص) الغناء بالفتح والمد: النفع والمحاورة في أكثر النسخ بالجيم وفي بعضها بالحاء المهملة ومن البين أنه لا نفع في تلك المحاورة فوجب تركها بل فيها ضرر وهو سبب آخر لتركها بالأولوية ولذا لم يذكره وأنه لا نفع في هذه النصيحة للمنصوح أصلا ولا للناصح لأن النفع المقصود له أصالة تسديد المنصوح وهو لم يقبله وإن كان له نفع من حيث أنه ناصح ولكنه غير مقصود له أصالة ولهذا حكم بالقلة.
(وأروح الروح اليأس من الناس) لأن اليأس منهم يوجب رفض الطلب وسكون النفس عن الاضطراب وتوجه السر إلى الله تعالى ونزول الرزق من قبله، وكل ذلك سبب الروح والراحة النفسانية والجسمانية (وقال: لا تكن ضجرا ولا غلقا) الضجر: التبرم والإنزعاج، ضجر منه وبه كفرح: تبرم وانزعج فهو ضجر، والغلق بالغين المعجمة محركة ضيق الصدر وقلة الصبر وسوء الخلق وهما يورثان نقص الإيمان وكسر القلوب وضيق العيش وتبدد النظام (وذلل نفسك باحتمال من خالفك ومن هو فوقك ومن له الفضل عليك) أمر بتذليل النفس باعتبار أمور من صنفين وان كان شاقة عليها أحدهما ذوو القدرة من أهل الخلاف فإن إظهار مخالفتهم يورث الهلاك في الدنيا وثانيهما ذوو الفضل والعلم وأقدمهم الأئمة عليهم السلام فإن خلافهم يوجب الهلاك في الآخرة (ومن لا يعرف لأحد الفضل فهو المعجب برأيه) أي بتخيلاته الفاسدة وتوهماته الباطلة، كعلماء المخالفين وأئمتهم وأتباعهم الذين يأخذون بآرائهم فيما يشكل من أمر الدين، وما لم يأتهم فيه حديث ولا أثر، والمحدثون يسمون أصحاب القياس أصحاب الرأي (وقال لرجل: اعلم أنه لا عز لمن لم يتذلل لله تبارك وتعالى ولا رفعة لمن لم يتواضع لله عز وجل) العزة والرفعة في الحقيقة لمن أعزه الله ورفعه
(٣٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557