شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٣٣١
قوله: (من كانت له حقيقة ثابتة) هو من رسخت ثبتت له حقيقة العهد الأول المأخوذ عليه بالولاية أو حقيقة الإيمان أو من كان طبعه مستقيما على فطرته الأصلية (لم يقم على شبهة هامدة) أي بالية زائلة باطلة من همدت النار إذا خمدت والثوب إذا بلي ولعل المراد بها شبهة المعاندين في الإمامة وغيرها من أصول الدين وفروعه (حتى يعلم منتهى الغاية) غاية كل شيء: منتهاه وقد تطلق على المسافة أيضا والإضافة على الأول بيانية وعلى الثاني لامية أي حتى يعلم غاية تلك الشبهة ومفاسدها المرتبة عليها ويعلم أن الحق وراءها.
(ويطلب الحادث من الناطق عن الوارث) أي يطلب الأمر الحادث من أمور الدين أصلا كان أم فرعا من الإمام الناطق عن الوارث وهو الله تعالى ولو بواسطة من العلماء الناقلين منهم عليهم السلام (وبأي شيء جهلتم ما أنكرتم) الظاهر أنه عطف على منتهى الغاية، أي حتى يعلم بأي سبب أنكرتم ما أنكرتم من ولاية الظالمين وهو كونهم جاهلين غاصبين للولاية غير منصوبين من قبل الله تعالى ورسوله (وبأي شيء عرفتم ما أبصرتم) من ولاية الإمام العادل العالم المنصوب بأمر الله تعالى (ان كنتم مؤمنين) يجوز فتح الهمزة ليكون تعليلا لقوله «أنكرتم، وعرفتم» ويجوز كسرها على حذف الجزاء أي إن كنتم مؤمنين تعرفون أن ما ذكرناه لا ريب فيه والله يعلم.
* الأصل:
334 - عنه، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن رفعه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ليس من باطل يقوم بإزاء الحق إلا غلب الحق الباطل وذلك قوله عز وجل: «بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق».
* الشرح:
قوله: (ليس من باطل يقوم بإزاء الحق الأغلب الحق الباطل) إذ الحق من حيث أنه حق ثابت في نفس الأمر يغلب الباطل من حيث أنه باطل غير ثابت فيها الضرورة أن كل ما هو ثابت يوجب زوال ضده ولا ينافي هذا غلبة الباطل واشتهاره من حيث أن طبايع أكثر الخلق مايلة إليه إذ هو مع اشتهاره مغلوب للحق زائل في نفس الأمر وذلك قوله تعالى: (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق) القذف: الرمي بقوة والدمغ كسر الدماغ مع شق أمه وهو جليدة رقيقة كخريطة هو فيها يقال دمغه يدمغه من باب منع ونصر وأدمغه: إذا أصاب دماغه فقتله، والزهوق:
خروج الروح، والمعنى ليس من أمرنا اتخاذ اللهو بل يغلب الحق على الباطل فيبطله إلا أنه استعار له لفظ القذف والدمغ ورشح بذكر الزهوق تصويرا لإبطاله مبالغة فيه كما صرح به المفسرون.
* الأصل:
(٣٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557