شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٣٤٥
قوله: (عليكم بالتلاد وإياك وكل محدث (1) لا عهد له ولا أمانة ولا ذمة ولا ميثاق) التلاد: المال القديم، والحدث: خلافه وهذه النصيحة يندرج فيها أمور منها التمسك بالأحكام الشرعية والخلافة النبوية والولاية الإمامية الثابتة بالوحي والنص في عهد النبي (صلى الله عليه وآله) وترك ما سواها مما حدث بعده (صلى الله عليه وآله) بالآراء البشرية، ومنها الصحبة والمعاشرة والقرض والإستقراض والإيداع والإستيداع وإظهار السر والذهب والمذهب والمعاملة مع المجرب مره بعد أخرى وترك جميع ذلك مع غيره والفروق بين العهد وما عطف عليه دقيق، ولعل المراد بالعهد تذكر الحقوق ورعايتها والأمر بها وبالأمانة رد حق الغير إليه عند الإرادة وبالذمة حفظ ما يجب حفظه وبالميثاق الوفاء بالعهود والإيمان وغيرها، ثم أمر بالحذر من أوثق الناس فضلا عن غيره وأمره بكتمان السر والمذهب والمال فقال: (وكن على حذر من أوثق الناس في نفسك فإن الناس أعداء النعم) فيحسدون ويجهدون في إزالتها ويتعاونون على ذلك وربما يقتلون صاحبها كما فعل الأولون في أهل الولاية ولايمان وتبعهم الآخرون إلى عصر صاحب الزمان (عليه السلام).
* الأصل:
351 - يحيى الحلبي، عن أبي المستهل، عن سليمان بن خالد قال: سألني أبو عبد الله (عليه السلام) فقال: ما دعاكم إلى الموضع الذي وضعتم فيه زيدا؟ قال: فقلت خصال ثلاث: أما إحداهن: فقلة من تخلف معنا إنما كنا ثمانية نفر، وأما الأخرى: فالذي تخوفنا من الصبح أن يفضحنا، وأما الثالثة:
فإنه كان مضجعه الذي كان سبق إليه فقال: كم إلى الفرات من الموضع الذي وضعتموه فيه؟ قلت : قذفه حجر، فقال: سبحان الله أفلا كنتم أوقرتموه حديدا وقذفتموه في الفرات وكان أفضل، فقلت جعلت فداك لا والله ماطقنا لهذا فقال: أي شيء كنتم يوم خرجتم مع زيد؟ قلت: مؤمنين قال: فما كان عدوكم؟ قلت: كفارا، قال: فإني أجد في كتاب الله عز وجل: يا أيها الذين آمنوا « إذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها» فابتدأتم أنتم بتخلية من أسرتم سبحان الله ما استطعتم أن تسيروا

1 - «وإياك وكل محدث» أصحاب البيوت القديمة في الدين مؤدبون بآداب الشرع ومتخلقون بحسن الأخلاق يتوحشون من خلف العهد وهم أصحاب المكارم والعادات الشريفة بخلاف الأرذال والسفلة إذا اتفق لهم الفوز بالجاه والمال ونالوا دولة مستعارة فإن غاية همتهم التعزز بدولتهم والتفاخر بما لهم ولا يرون مكارم الأخلاق شرفا ورعاية الآداب فضلا ولا اعتماد على عهدهم وميثاقهم وقد جربنا ذلك مرارا ولا يتخلف عنها أحد حتى أن الفاسق من البيت الشريف أرجى من العادل في الأنذال وأصل التلاد المال القديم استعير هنا للبيت القديم (ش).
(٣٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557