شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٣٣٦
إلى من هو دونك في المقدرة ولا تنظر إلى من هو فوقك في المقدرة فان ذلك أنفع لك بما قسم لك وأحرى أن تستوجب الزيادة من ربك، واعلم أن العمل الدائم القليل على اليقين أفضل عند الله جل ذكره من العمل الكثير على غير يقين.
واعلم أنه لا ورع أنفع من تجنب محارم الله والكف عن أذى المؤمنين واغتيابهم ولا عيش أهنأ من حسن الخلق ولا مال أنفع من القنوع باليسير المجزي، ولا جهل أضر من العجب.
* الشرح:
قوله: (انظر إلى من هو دونك في المقدرة ولا تنظر إلى من هو فوقك في المقدرة) المقدرة مثلثة الدال الغنى واليسار والقوة (فإن ذلك أقنع لك بما قسم لك) أي يوجب زيادة القناعة والرضا بها (وأحرى أن تستوجب الزيادة من ربك) لأن الرضا بالنعمة ومعرفة قدرها تعظيم للمنعم وشكر له والشكر يوجب الزيادة كما نطق به القرآن الكريم بخلاف نظرك إلى الفوق فإنه يوجب عدم القناعة والرضا بما في يدك وهو كفران يوجب زوال النعمة وسخط المنعم (واعلم أن العمل الدائم القليل على اليقين أفضل عند الله عز وجل من العمل الكثير على غير يقين) اليقين: العلم الجازم الثابت المطابق للواقع، وبعبارة أخرى العلم بالحق مع العلم بأنه لا يكون خلافه فهو في الحقيقة مركب من علمين كما صرح به المحقق في أوصاف الأشراف ويندرج فيه العلم بالمبدأ والمعاد والرسالة والإمامة وغير ذلك مما جاء به النبي (صلى الله عليه وآله) ولابد من تقييد العمل الكثير بالدوام وليتحقق أن الفضل من جهة اليقين (واعلم أنه لا ورع أنفع من تجنب محارم الله والكف عن أذى المؤمنين واغتيابهم) الورع في الأصل: الكف عن محارم الله تعالى والتحرج منه ثم استعير للكف عن المباح كالشبهات وعن الحلال الذي يتخوف منه أن ينجر إلى الحرام كالتحدث بأحوال الناس لمخافة أن ينجر إلى الغيبة وعما سوى الله للتحرز عن صرف العمر ساعة فيما لا يفيد زيادة القرب والأول وهو الكف عن المحارم أنفع لشدة العقوبة على ارتكابها بخلاف البواقي ثم الأذى والإغتياب داخلان في المحارم ومن افرادهما وذكرهما بعدها من باب ذكر الخاص بعد العام للاهتمام لأنهما أشد قبحا وأقوى فسادا وأبعد عفوا وأصعب توبة.
(ولا عيش أهنأ من حسن الخلق) العيش: الحياة وما يعاش به والمقصود به أن حسن خلق الرجل مع بني نوعه أدخل في نضارة عيشه من المال ونحوه لأنه يوجب ميلهم إليه ونصرتهم له بخلاف سوء خلقه فإنه يوجب التنفر عنه والأضرار له والوقيعة فيه وكل ذلك يوجب تكدر عيشه وإن كان ذا مال (ولا مال أنفع من القنوع باليسير المجزي) شبه القنوع باليسير المجزي وهو
(٣٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557