شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٣٢٩
* الأصل:
330 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عثمان بن عيسى، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من استخار الله راضيا بما صنع الله له خار الله له حتما.
* الشرح:
قوله: (من استخار الله راضيا بما صنع الله له خار الله له حتما) (1) استخاره طلب منه الخيرة وخار الله له في الأمر جعل له فيه الخير وهذا أمر ضروري لأن الله تعالى يريد خير العباد كلهم فإذا توجه إليه العبد العاجز عن معرفة صلاح أمره وفساده يهديه إلى الخير قطعا.
* الأصل:
331 - سهل بن زياد، عن داود بن مهران، عن علي بن إسماعيل الميثمي، عن رجل، عن جويرية بن مسهر قال: اشتددت خلف أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال لي: يا جويرية إنه لم يهلك هؤلاء الحمقى إلا بخفق النعال خلفهم، ما جاء بك قلت جئت أسألك عن ثلاث: عن الشرف، وعن المروءة، وعن العقل، قال: أما الشرف فمن شرفه السلطان شرف، وأما المروءة فإصلاح المعيشة وأما العقل فمن اتقى الله عقل.
* الشرح:
قوله: (اشتددت خلف أمير المؤمنين (عليه السلام). انتهى) أشد العدو اشتد عدوا وهؤلاء إشارة إلى الخلفاء وأضرابهم، والأحمق: قليل العقل، وقوم ونسوة حمقى بالفتح والقصر، والخفق: صوت النعال والشرف محركة: القدر المنزلة والعلو والمجد وشرف الآخرة لمن شرفه السلطان الأعظم

١ - قوله: «خار الله له حتما» الاستخارة: طلب الخير من الله تعالى وهي إما دعاء وهو أن يطلب من الله تعالى أن يسهل له وسائل الوصول إلى ما هو خير له ويهييء له أسبابه حتى إذا رآه خيرا وتبين له مصلحته أقدم عليه كمن يريد سفر حج أو زيارة فيطلب منه تعالى أن يسهل له أسباب السفر من الزاد والراحلة وتخلية السرب بأحسن وجه وأسهل طريق، ودليل مشروعيته آيات القرآن المرغبة في مطلق الدعاء، وقد تكون الاستخارة طلب الخير من الله تعالى عند التحير بأن يكون أمران مقدوران كلاهما وجائزان له شرعا وعرفا ولا يعلم وجه الترجيح فيطلب من الله تعالى إزالة الحيرة وإرائة طريق الترجيح بأن يتبين له بالقرائن العقلية رجحان أحد الأمرين حتى يختاره بعقله وهذا أيضا يشمله الآيات القرآنية المرغبة في الدعاء وقد يكون حيرته بحيث لا يتوقع زوالها بظهور القرائن العقلية على الترجيح فيدعو الله تعالى ويطلب منه أن يهديه لما هو خير له بأول آية يقع نظره عليها من المصحف أو ما ينتهي به عدد أسماء الجلالة أو غيرها وهذا أيضا دعاء يشتمله آيات القرآن مثل «قال ربكم ادعوني استجب لكم» وكذلك الاستخارة بالسبحة أو بالرقاع على ما في كتب الأدعية فإنها دعاء وسؤال حاجة من الله مع أنه قدود في الحديث الصحيح المعمول به «والقرعة لكل أمر مشكل» ويدل عليه أيضا عمل النبي زكريا عليه السلام حيث اشترك مع جماعة يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم على ما في القرآن الكريم ولكن يتوقف ذلك على الإيمان بالغيب والاعتقاد بتأثير الأمور الروحانية واليقين بقدرة الله تعالى والاطمينان بإنجاز وعده حيث قال «ادعوني أستجب لكم» ولا يتمشى من الملاحدة ومن يقرب مذهبه منهم والله الهادي إلى سواء السبيل. (ش)
(٣٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557