شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٣٣٢
335 - عنه، عن أبيه مرسلا قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): لا تتخذوا من دون الله وليجة فلا تكونا مؤمنين، فان كل سبب ونسب وقرابة ووليجة وبدعة وشبهة منقطع مضمحل كما يضمحل الغبار الذي يكون على الحجر الصلد إذا أصابه المطر الجود إلا ما أثبته القرآن.
قوله: (لا تتخذوا من دون الله وليجة فلا تكونوا مؤمنين) وليجة الرجل: بطانته وخاصته وصاحب سره ومن اتخذه معتمدا عليه، وهو صريح كالآية في أن من اتخذ أمينا في الدين وإماما ومعتمدا لم يأمر الله تعالى باتخاذه خرج من الإيمان (فإن كل سبب وقرابة ووليجة وبدعة وشبهة منقطع مضمحل كالغبار الذي يكون على الحجر الصلد إذا أصابه المطر الجود إلا ما أثبته القرآن) وروى العامة عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: «كل سبب ونسب منقطع إلا سببي ونسبي» السبب: كل ما يتوصل به إلى الشيء كطرق الأرزاق والمعارف والأحكام ونحوها واصله الحبل الذي يتوصل به إلى الماء، والنسب بالولاية والقرابة بالرحم والعطف اما للتفسير أو من باب عطف العام على الخاص إن خص النسب بالأب وعمت القرابة بالأب والعم أو بالعكس ان خصت القرابة بالأقرب وعم النسب بالأقرب والأبعد، والبدعة: كل ما خالف الشريعة، والشبهة: كل باطل مزج بالحق أخذه الوهم بصورة الحق وشبهته به، والصلد بالفتح وقد يكسر: الصلب الأملس، والجود بالفتح المطر الواسع الغنزير والاستثناء من غير الأخيرين والمعنى أن جميع هذه الأمور ومنافعها لكونها من الأمور الإضافية والاعتبارات الوهمية والخيالية منقطعة بانقطاع الدنيا وفانية بفناء الأبدان فمن اعتمد عليها وركن إليها وغفل عن الحق بعد من الإيمان واستحق الخسران كما قال الله تعالى «وتقطعت بهم الأسباب» فقال «فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم ولا يتساءلون».
وقال: «يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون» وقال: «يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امريء منهم يومئذ شأن يغنيه» وقال: «ولا تتخذوا من دون الله وليجة» إلى غير ذلك من الآيات الكريمة والروايات الصحيحة وأما ما أثبته القرآن منها فإنه ثابت أبدا ومنافعها باقية غير منقطعة بانقطاع الدنيا ومفارقة النفوس من الأبدان، فيجيب على المؤمن الطالب للحياة الأبدية والخيرات الدائمة الأخروية والنجاة من العقوبات الروحانية والبدنية أن يتمسك بالأسباب والأنساب والولايج التي أثبتها القرآن وقررها النبي (صلى الله عليه وآله) ويترك البدعة والشبهة والوليجه التي تدعو إلى النار.
* الأصل:
336 - علي بن محمد بن عبد الله، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن حماد، عن ابن مسكان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: نحن أصل كل خير ومن فروعنا كل بر فمن البر التوحيد والصلاة والصيام وكظم الغيظ والعفو عن المسئ ورحمة الفقير وتعهد الجار والإقرار بالفضل لأهله، وعدونا أصل كل شر ومن فروعهم كل قبيح وفاحشة فمنهم الكذب
(٣٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557