335 - عنه، عن أبيه مرسلا قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): لا تتخذوا من دون الله وليجة فلا تكونا مؤمنين، فان كل سبب ونسب وقرابة ووليجة وبدعة وشبهة منقطع مضمحل كما يضمحل الغبار الذي يكون على الحجر الصلد إذا أصابه المطر الجود إلا ما أثبته القرآن.
قوله: (لا تتخذوا من دون الله وليجة فلا تكونوا مؤمنين) وليجة الرجل: بطانته وخاصته وصاحب سره ومن اتخذه معتمدا عليه، وهو صريح كالآية في أن من اتخذ أمينا في الدين وإماما ومعتمدا لم يأمر الله تعالى باتخاذه خرج من الإيمان (فإن كل سبب وقرابة ووليجة وبدعة وشبهة منقطع مضمحل كالغبار الذي يكون على الحجر الصلد إذا أصابه المطر الجود إلا ما أثبته القرآن) وروى العامة عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: «كل سبب ونسب منقطع إلا سببي ونسبي» السبب: كل ما يتوصل به إلى الشيء كطرق الأرزاق والمعارف والأحكام ونحوها واصله الحبل الذي يتوصل به إلى الماء، والنسب بالولاية والقرابة بالرحم والعطف اما للتفسير أو من باب عطف العام على الخاص إن خص النسب بالأب وعمت القرابة بالأب والعم أو بالعكس ان خصت القرابة بالأقرب وعم النسب بالأقرب والأبعد، والبدعة: كل ما خالف الشريعة، والشبهة: كل باطل مزج بالحق أخذه الوهم بصورة الحق وشبهته به، والصلد بالفتح وقد يكسر: الصلب الأملس، والجود بالفتح المطر الواسع الغنزير والاستثناء من غير الأخيرين والمعنى أن جميع هذه الأمور ومنافعها لكونها من الأمور الإضافية والاعتبارات الوهمية والخيالية منقطعة بانقطاع الدنيا وفانية بفناء الأبدان فمن اعتمد عليها وركن إليها وغفل عن الحق بعد من الإيمان واستحق الخسران كما قال الله تعالى «وتقطعت بهم الأسباب» فقال «فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم ولا يتساءلون».
وقال: «يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون» وقال: «يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امريء منهم يومئذ شأن يغنيه» وقال: «ولا تتخذوا من دون الله وليجة» إلى غير ذلك من الآيات الكريمة والروايات الصحيحة وأما ما أثبته القرآن منها فإنه ثابت أبدا ومنافعها باقية غير منقطعة بانقطاع الدنيا ومفارقة النفوس من الأبدان، فيجيب على المؤمن الطالب للحياة الأبدية والخيرات الدائمة الأخروية والنجاة من العقوبات الروحانية والبدنية أن يتمسك بالأسباب والأنساب والولايج التي أثبتها القرآن وقررها النبي (صلى الله عليه وآله) ويترك البدعة والشبهة والوليجه التي تدعو إلى النار.
* الأصل:
336 - علي بن محمد بن عبد الله، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن حماد، عن ابن مسكان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: نحن أصل كل خير ومن فروعنا كل بر فمن البر التوحيد والصلاة والصيام وكظم الغيظ والعفو عن المسئ ورحمة الفقير وتعهد الجار والإقرار بالفضل لأهله، وعدونا أصل كل شر ومن فروعهم كل قبيح وفاحشة فمنهم الكذب