شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٣٣٧
الكفاف بالمال في النفع وتنظيم الأحوال وعده أنفع أفراده لأن الأقل أو الأكثر منه يشوش القلب ويفسده ويتعب البدن ويضر بالدين ويبطله، كما أن الماء الذي يكفي في تعمير الأرض بعمرها والأقل والأكثر منه يفسدها (ولا جهل أضر من العجب) العجب: حالة نفسانية تنشأ من تصور الكمال واستعظامه وإخراج النفس عن حد النقص والتقصير يتعلق بجميع الخصال مثل العلم والعبادة والإحسان إلى الغير وإعطاء المال، والنسب والجمال إلى غير ذلك مما لا يحصى ثم هو والجهل سواء في أصل الأضرار والإهلاك وإفساد القلب إلا أنه أقوى في ذلك وأضر من الجهل لأن تفويت المنافع الحاصلة أشد وأصعب وأدخل في الحزن مع عدم تحصيلها ابتداء ولأن ذكر الجاهل في التندم من الجهل وفكر المعجب في التبختر والتعاظم ادعاء الشركة بالباري ومن ثم روي أن الذنب خير من العجب لأنه لو لا العجب لما خلا الله تعالى بين عبد المؤمن وبين ذنب أبدا فجعل الذنب فداء من العجب لكونه أشد منه.
* الأصل:
339 - ابن محبوب، عن عبد الله بن غالب، عن أبيه، عن سعيد بن المسيب قال: سمعت علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول: إن رجلا جاء إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: أخبرني إن كنت عالما عن الناس وعن أشباه الناس وعن النسناس. فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): يا حسين أجب الرجل. فقال الحسين (عليه السلام): أما قولك: أخبرني عن الناس، فنحن الناس ولذلك قال الله تعالى ذكره في كتابه « ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس» فرسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي أفاض بالناس. وأما قولك: أشباه الناس فهم شيعتنا وهم موالينا وهم منا ولذلك قال إبراهيم (عليه السلام): «فمن تبعني فإنه مني».
وأما قولك: النسناس، فهم السواد الأعظم وأشار بيده إلى جماعة الناس ثم قال: «إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا».
* الشرح:
قوله: (فنحن الناس. انتهى) أريد بالناس هنا: من كملت صورته الظاهرة والباطنة وبلغت غاية الكمال وهم الرسول والأئمة (عليهم السلام) وبأشباه الناس التابعون لهم والذاهبون معهم حيث ما ذهبوا فحصلت لهم بذلك المشابهة بهم وبالناس في قوله «إلى جماعة الناس» من لهم هذه الصورة الظاهرة مع فساد الصورة الباطنة ولذلك شبههم بالأنعام في عدم التدبر والتفكر بل هم أضل لا بطالهم الفطرة الأصلية والعقول المدركة للمعقولات بخلاف الأنعام، وأما النسناس بكسر النون وقد تفتح فقال ابن الأعرابي: هم يأجوج ومأجوج وقيل: خلق على صورة الناس أي أشبهوهم في شيء وخالفوهم في شيء وليسوا من بني آدم، وقيل: هم من بني آدم وفي حديث العامة أن الأحياء
(٣٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557