شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٣٣٩
وبركاته عليهم، ثم عرف اناس بعد يسير وقال: هؤلاء الذين دارت عليهم الرحا وأبوا أن يبايعوا حتى جاؤوا بأمير المؤمنين (عليه السلام) مكرها فبايع وذلك قول الله تعالى: «وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين».
* الشرح:
قوله: (المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي رضى الله عنهم) قال الشيخ القرطبي في شرح مسلم: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «ان الله أمرني أن أحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم على وأبو ذر والمقداد وسلمان» (ثم عرف أناس بعد يسير) يسير بالجر على الإضافة: أي بعد زمان قليل أو بالرفع صفة لاناس ولفظة بعد على الأول للتقييد وعلى الثاني للتأكيد (وقال: هؤلاء الذين دارت عليهم الرحا) أي رحى الإسلام شبههم بقطب الرحى في توقف نظام الإسلام وجريانه عليهم ( وذلك قول الله عز وجل. انتهى) ذلك إشارة إلى ارتداد الأمة وبقاء قليل على الإسلام وهم المقربون بنعمة الله التي هي الولاية الشاكرون عليها.
* الأصل:
342 - حنان، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: صعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) المنبر يوم فتح مكة فقال:
أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتفاخرها بآبائها (ألا إنكم من آدم (عليه السلام) وآدم من طين) ألا إن خير عباد الله عبد اتقاه، إن العربية كل واحد من هذين يقتضي انتفاء كل واحد من النخوة والتفاخر وتخصيص الأول بالأول والثاني بالثاني بعيد، ثم أشار إلى ما هو سبب للتعاظم والشرف من عند الله حثا عليه بقوله (إلا أن خير عباد الله عبد اتقاه) تمسك بدينه وارتكب طاعته واجتنب مخالفته (إن العربية ليست باب والد ولكنها لسان ناطق) الملة النبوية العربية ليست من جهة الأب حتى يتفاخر بالأب بل من جهة النطق بالحق فيها فمن كانت له هذه الجهة فهو من أهل الشرف والتفاخر ويحتمل أن يراد بالعربية لغة العربية والانتساب إلى إبراهيم (عليه السلام) فيكون ردا على مشركي العرب وأضرابهم ممن يتفاخر بها على غيرهم بأن المنتسب إليه كل من تكلم بالحق وإن لم تكن من أولاده وهذا أنسب بقوله (فمن قصر به عمله لم يبلغه حسبه) ولا ينفعه إذ الشرف بالأعمال لا بالآباء (ألا ان كل دم كان في الجاهلية أو إحنة - والإخنة: الشحناء - فهي تحت قدمي هذه إلى يوم القيامة) الاحنة بكسر الهمزة وسكون الحاء المهملة الحقد والغضب والعداوة جمعه كعنب فعله كسمع والشحنة: والشحناء العدواة، قوله «تحت قدمي» مثل للردع والقمع وعبارة عن الإهدار والإبطال وهذا كما يقول الموادع لصاحبه: اجعل ما سلف تحت قدميك يريد طأ عليه
(٣٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557