شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٢٢٩
الإسلام وهو يؤمن به ومن له مادة الكفر فيها فله ذلك بعده وهو يكفر به والغرض هو إظهار البعد بين حال المؤمن وحال الكافر ويقرب منه ما مر عن سيد العابدين (عليه السلام) قال: «إن العبد إذا كان خلقه الله في الأصل أصل الخلق مؤمنا في علمه لم يمت حتى يكره الله إليه الشر ويباعده منه، وإن العبد إذا كان الله خلقه في الأصل أصل الخلق كافرا لم يمت حتى يحبب إليه الشر ويقربه منه» وهذا بعض كلامه وإن شئت تمامه فارجع إلى حديثه المذكور في صدر هذا الكتاب، ويمكن أن يكون ذلك إشارة إلى تقدم بني هاشم على غيرهم في الشرف والمنزلة في الجاهلية والإسلام، فإن شرفهم في الجاهلية أيضا مشهور ومكارم أخلاقهم لا يدفعها دافع ويؤيده أن معاوية كتب إلى أمير المؤمنين 7 أن فلانا وفلانا أقدم منك، وأظهر أيضا أولويته عليه فكتب (عليه السلام) في جوابه: «لولا نهى الله تعالى من تزكية المرء لنفسه لذكرت جمة من فضايلي فإنا صنايع ربنا والناس بعد صنايع لنا» ثم أظهر أن عزه قديم دون عزه وعز قومه وبين التفاوت بين بني هاشم وبني أمية، قال بعض الشارحين لكلامه (عليه السلام): وفيه إشارة إلى أن شرفهم لا يختص بالإسلام فإن شرفهم وعلو منزلتهم ومنزلة آبائهم قبل الإسلام أيضا مشهور.
* الأصل:
198 - سهل بن زياد، عن بكر بن صالح، عن محمد بن سنان، عن معاوية بن وهب قال: تمثل أبو عبد الله (عليه السلام) ببيت شعر لابن أبي عقب:
وينحر بالزوراء منهم لدى الضحى * ثمانون ألفا مثل ما تنحر البدن وروى غيره البزل. ثم قال لي: تعرف الزوراء؟
قال: قلت: جعلت فداك يقولون: إنها بغداد قال: لا، ثم قال (عليه السلام): دخلت الري؟ قلت: نعم، قال:
أتيت سوق الدواب؟ قلت: نعم، قال: رأيت الجبل الأسود عن يمين الطريق؟ تلك الزوراء يقتل فيها ثمانون ألفا منهم ثمانون رجلا من ولد فلان كلهم يصلح للخلافة، قلت: ومن يقتلهم جعلت فداك؟ قال: يقتلهم أولاد العجم.
* الشرح:
قوله: (تمثل أبو عبد الله (عليه السلام) ببيت شعر لابن أبي عقب. انتهى) كأنه سمعه من المعصوم وأدرجه في سلك النظم ويدل على جواز التمثيل بالشعر وإنشاده إذا كان صادقا غير مؤذ لأحد أو حكمة، وينحر على صيغة المجهول، وثمانون في مقام الفاعل والباء في بالزوراء بمعنى «في» والبدن بضمتين وإسكان الدال تخفيف جمع البدنة محركة وهي الإبل (وروى غيره البزل) بدل البدن والظاهر أن ضمير غيره راجع إلى معاوية بن وهب وأن هذا كلام المصنف أو محمد بن سنان، والبازل
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557