شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٢١٨
وقيل: هو الرقيب على الممكنات الحافظ لها، وقيل: هو اسم من أسمائه تعالى في الكتب، وقيل:
هو المؤتمن، وقيل: هو القايم بأمور الخلق، وقيل: هو المؤمن غيره من الخوف وأصله مؤيمن قلبت الهمزة الثانية ياء والأولى هاء (والمتعالى فوق كل شيء بجبروته): أي المتعالي عن مشابهة الأعراض والأجسام عن ادراك العقول والأوهام وهو فوق كل شيء بجبروته، والجبروت من الجبر:
بمعنى الإفناء والإصلاح لأنه تعالى يفني ما يشاء، ويبقي ما يشاء ويصلح مفاقر الخلق ونقايص حقايق الممكنات بإفاضة الوجود وما يتبعه من الخيرات والكمالات أو بمعنى الإلزام لأنه الجبار الذي ألزم خلقه وجبرهم على قبول أمره التكويني والتكليفي، أو بمعنى التكبر لأن العظيم المتكبر الذي له حق على كل شيء وليس لشيء حق عليه، وعلى التقادير فيه إيماء إلى أن المراد بالفوقية بالاستيلاء والشرف والعلية والحكم، ويمكن أن يراد به علوه على كل شيء والتعبير بالمتعالى للمبالغة فيه وما بعده حينئذ تفسير له.
(المحمود بامتنانه وباحسانه) الامتنان: الإنعام وانما لم يذكر المفعول للدلالة على التعميم، ولأن ذكر الكل تفصيلا متعذر وذكر البعض والكل إجمالا يوهم التخصيص من غير مخصص وليقدر السامع كل ما يخطر بباله أو لأن المقصود أنه المحمود بأصل الامتنان والإحسان، ولا يبعد أن يراد بالامتنان الإنعام بإفاضة وجوداتهم وتكميل ذواتهم بلوازم ماهياتهم وبالإحسان الإنعام بعد ذلك بما يحتاج إليه كل شخص في التربية والبقاء والخروج من حد النقص إلى الكمال (المتفضل بعطائه) العطاء: العطية أي المحسن بها على وجه الكمال من غير استحقاق (وجزيل فوايده) الجزيل: الوسيع والعظيم، والفوايد جمع الفايدة: وهي الزيادة من علم وأدب ومال وغيرها ووصفها بالجزالة لأن كل فائدة من فوايده أمر عظيم في نفسه لا يقدر قدره العارفون (الموسع برزقه) وسع الله على عباده رزقه يوسع وسعا من باب نفع وأوسعه ايساعا ووسعه توسيعا إذا بسطه وكثره، والباء للمبالغة في التعدية والقول بأن معناه أنه تعالى ذو سعة برزقه على أن يكون الموسع من أوسع الرجل إذا صار ذا سعة بعيد (المسبغ بنعمته) الإسباغ: الإتمام والكمال وقد أسبغ الله تعالى على عباده نعمه الظاهرة والباطنة كما نطق به القرآن الكريم وتخصيصها بالظاهرة خلاف الظاهر ولما حمده على وجه يدل على الدوام والثبات أراد أن يحمده على وجه يدل على تجدده واستمراره لوقوعه بإزاء آلائه المتعددة ونعمائه المتظاهرة المتواترة.
فقال: (نحمده على آلائه وتظاهر نعمائه) أي مجيء بعضها ظهر بعض وعقبه على وجه التعاون وتقوية كل واحدة للأخرى، والعطف للتفسير أو التأسيس بتخصيص إحداهما بالباطنة والأخرى بالظاهرة (حمدا يزن عظمة جلاله) أي يعادلها طلب أن يجعل الله تعالى تفضلا حمده
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 212 213 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557