تحبون وهذه الرواية لو صحت دلت على أن المنزل ما تحبون والفرق بينهما أن «مما» ظاهر في التبعيض مع احتمال أن يكون من لبيان الجنس و «ما» ظاهر في بيان الجنس مع احتمال أن يكون للعموم ولو كان المحبوب متعددا ينبغي انفاق الأحب ويندرج فيه الإنفاق الواجب وغيره.
* الأصل:
210 - عنه، عن أبيه، عن علي بن أسباط، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام): «ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم (وسلموا للامام تسليما) أو اخرجوا من دياركم (رضى له) ما فعلوه إلا قليل منهم ولو أن (أهل الخلاف) فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا» وفي هذه الآية «ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت (من أمر الوالي) ويسلموا (لله الطاعة) تسليما.
* الشرح:
قوله: (ولو أنا كتبنا عليهم) أي على أهل النفاق والتحاكم إلى الطاغوت وأهل الخلاف المنكرين لو إلى الحق في مرتبته (أن اقتلوا أنفسكم) الأمارة العاصية بالسياسات العقلية والآداب الشرعية (وسلموا للامام تسليما) طوعا ورغبته ظاهرا وباطنا (أو أخرجوا من دياركم) للجهاد ولقاء العدو المحتاج إلى قطع المسافة بعيدة أم لا (رضا له) أي للامام لا لطلب الحياة الدنيا (ما فعلوه إلا قليل منهم) نور الله تعالى قلوبهم بنور الإيمان وهداهم بالهدايات الخاصة إلى سبيل الجنان، هذا من باب الاحتمال والمفسرون فسروه بوجه آخر والله يعلم (ولو أن أهل الخلاف) وهم المذكورون ( فعلوا ما يوعظون به) من التسليم للإمام ومتابعته طوعا ورغبته وغير ذلك مما فيه صلاحهم في الدنيا والآخرة.
(لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا) في دينهم لتوقف حصوله ورفع الشك عليه أو في ثواب أعمالهم، والظاهر أن لفظ الخير والأشد هنا إما صفة أو مجرد عن معنى التفضيل كما في قوله تعالى «خير من اللهو»، أو على فرض الفعل في المفضل عليه وفيه ثلاثة أمور زائدة على ما هو في القرآن الكريم الأول قوله: «وسلموا للإمام تسليما» الثاني: قوله: «رضاله»، الثالث: قوله: «أهل الخلاف» إذا المتواتر ولو أنهم فعلوا ولعل الثالث تفسير للضمير وبيان لمرجعه، والثاني تفسير لعلة الخروج وبيان لغايته، وأما الأول فحمله على التفسير بعيد والظاهر أنه تنزيل ويمكن حمل الأخيرين أيضا على التنزيل والله يعلم «وفي هذه الآية» أي في تفسير هذه الآية وهو عطف على قوله «ولو أنا كتبنا فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم» (ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت) من أمر الوالي (وسلموا لله الطاعة تسليما) قيل: «لا» في قوله: «فلا وربك» زائدة لتأكيد القسم أي فوربك لا يؤمنون بك حتى يجعلوك حكما فيما اختلف بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا أي ضيقا أو شكا مما حكمت به من أمر الوالي بعدك بأمر الله تعالى ويسلموا لله طاعته في