حديث أهل العصمة (عليهم السلام) والعمل به ونقله إليهم على النحو المذكور.
(وفي قول الله تعالى هل أتاك حديث الغاشية، قال: الذين يغشون الإمام) الغاشية: الداهية التي يغشى الناس شدايدها، قال أكثر المفسرين: هي القيامة، وقال بعضهم: هي النار وقال (عليه السلام): من يغشى الإمام المنصوب من قبل الله تعالى بالسوء والآية لبيان شدائدهم الأخروية وعقوباتهم الأبدية ومن جملتها أن ليس لهم طعام إلا من ضريع، روي عن ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال:
الضريع: شيء في جهنم أمر من الصبر وأنتن من الجيفه وأحر من النار، وتأويل الغاشية بهذا تأويل آخر غير ما ذكر من أن الغاشية، الصاحب المنتظر (عليه السلام)، يغشاهم بالسيف إذا ظهر، والتاء للمبالغة ويعلم منه أنه قد يكون للآية تأويلات كلها صحيحة (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) إلى قوله تعالى (لا يسمن ولا يغني من جوع قال: لا ينفعهم ولا يغنيهم لا ينفعهم الدخول ولا يغنيهم القعود) الإسمان: إكثار اللحم والشحم وقد يجعل كناية عن النفع. والإغناء: النفع والجوع:
ضد الشبع ويطلق أيضا على العطش وعلى الاشتياق إلى الشيء. والدخول في الأمر الأخذ فيه، والقعود عن الأمر التأخر والتباعد عنه والقعود للأمر الاهتمام له عرفت هذا فنقول: إن قوله: لا يسمن وما عطف عليه على تفسير المفسرين صفة لضريع أو استيناف كأنه قيل هل في أكل الضريع نفع مطلوب من الأكل وهو السمن ورفع الجوع، فأجيب بأنه لا، وعلى تأويله (عليه السلام) استيناف عن سؤال آخر كأنه قيل: هل ينفع الغاشية ما قصدوه من إيصال الضر إلى الإمام واطفاء نوره وهل يترتب على فعلهم ذلك؟ فاجيب بأنه لا ينفعهم الدخول فيما يقتضى وصول الضرر إليه ولا ينفعهم القعود لذلك والاهتمام به (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون) وهذا الذي ذكرناه من باب الاحتمال والله يعلم.
* الأصل:
202 - عنه، عن علي بن الحسين، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: «ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم» قال: نزلت هذه الآية في فلان وفلان وأبي عبيدة الجراح وعبد الرحمن بن عوف وسالم مولى أبي حذيفة والمغيرة بن شعبة حيث كتبوا الكتاب بينهم وتعاهدوا وتوافقوا: لئن مضى محمد لا تكون الخلافة في بني هاشم ولا النبوة أبدا، فأنزل الله عز وجل فيهم هذه الآية، قال: قلت: قوله عز وجل: «أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون * أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلي ورسلنا لديهم يكتبون».
قال: وهاتان الآيتان نزلنا فيهم ذلك اليوم، قال أبو عبد الله (عليه السلام): لعلك ترى أنه كان يوم يشبه يوم