شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٢٣٢
حديث أهل العصمة (عليهم السلام) والعمل به ونقله إليهم على النحو المذكور.
(وفي قول الله تعالى هل أتاك حديث الغاشية، قال: الذين يغشون الإمام) الغاشية: الداهية التي يغشى الناس شدايدها، قال أكثر المفسرين: هي القيامة، وقال بعضهم: هي النار وقال (عليه السلام): من يغشى الإمام المنصوب من قبل الله تعالى بالسوء والآية لبيان شدائدهم الأخروية وعقوباتهم الأبدية ومن جملتها أن ليس لهم طعام إلا من ضريع، روي عن ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال:
الضريع: شيء في جهنم أمر من الصبر وأنتن من الجيفه وأحر من النار، وتأويل الغاشية بهذا تأويل آخر غير ما ذكر من أن الغاشية، الصاحب المنتظر (عليه السلام)، يغشاهم بالسيف إذا ظهر، والتاء للمبالغة ويعلم منه أنه قد يكون للآية تأويلات كلها صحيحة (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) إلى قوله تعالى (لا يسمن ولا يغني من جوع قال: لا ينفعهم ولا يغنيهم لا ينفعهم الدخول ولا يغنيهم القعود) الإسمان: إكثار اللحم والشحم وقد يجعل كناية عن النفع. والإغناء: النفع والجوع:
ضد الشبع ويطلق أيضا على العطش وعلى الاشتياق إلى الشيء. والدخول في الأمر الأخذ فيه، والقعود عن الأمر التأخر والتباعد عنه والقعود للأمر الاهتمام له عرفت هذا فنقول: إن قوله: لا يسمن وما عطف عليه على تفسير المفسرين صفة لضريع أو استيناف كأنه قيل هل في أكل الضريع نفع مطلوب من الأكل وهو السمن ورفع الجوع، فأجيب بأنه لا، وعلى تأويله (عليه السلام) استيناف عن سؤال آخر كأنه قيل: هل ينفع الغاشية ما قصدوه من إيصال الضر إلى الإمام واطفاء نوره وهل يترتب على فعلهم ذلك؟ فاجيب بأنه لا ينفعهم الدخول فيما يقتضى وصول الضرر إليه ولا ينفعهم القعود لذلك والاهتمام به (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون) وهذا الذي ذكرناه من باب الاحتمال والله يعلم.
* الأصل:
202 - عنه، عن علي بن الحسين، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: «ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم» قال: نزلت هذه الآية في فلان وفلان وأبي عبيدة الجراح وعبد الرحمن بن عوف وسالم مولى أبي حذيفة والمغيرة بن شعبة حيث كتبوا الكتاب بينهم وتعاهدوا وتوافقوا: لئن مضى محمد لا تكون الخلافة في بني هاشم ولا النبوة أبدا، فأنزل الله عز وجل فيهم هذه الآية، قال: قلت: قوله عز وجل: «أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون * أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلي ورسلنا لديهم يكتبون».
قال: وهاتان الآيتان نزلنا فيهم ذلك اليوم، قال أبو عبد الله (عليه السلام): لعلك ترى أنه كان يوم يشبه يوم
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557