شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٢ - الصفحة ٢٢٦
ولا يجوز تركه إلا مع الضرورة (ثم قام فقال: الحمد لله أحق من خشي وحمد) لأن استحقاق أحد للخشية والخوف منه والحمد والثناء له إنما هو على قدر عظمة وقدرته وكثرة إحسانه ومحامده وقد عجزت عن معرفة عظمته وقدرته عقول العارفين، وعن إحسانه ومحامده ألسنة العاملين (وأفضل من اتقى وعبد) لأنه أهل لأن يتقى من مخالفته وعقوبته ويتذلل له بعبادته وطاعته، والاتقاء من الغير والطاعة له فإنما هو بأمره (وأولى من عظم ومجد) لأن التعظيم والمجد: أي العز والشرف يكونان إما لشرف الذات أو لشرف الوجود أو لصفات أو لكمال الأفعال والإحسان وكل ذلك على وجه الكمال له وأما غيره فهو في ذل الحاجة إليه من جميع هذه الجهات والسائل المفتقر إليه في الاتصاف بجميع الكمالات، فتعظيمه وتمجيده راجعان إليه في الحقيقة، ثم حمده على وجه يدل على التجدد لوقوعه مقابل نعمة بقوله (نحمد لعظيم غنائه): أي نفعه وفي الكنز:
«غنى آسوده داشتن وفايده دادن» (وجزيل عطائه) كثرة عطاياه في حد لا يحمل قليلا منها الدفاتر ويعجز عن عد واحد من ألف ألسنة الأكابر (وتظاهر نعمائه) أي ظهور بعضها عقب بعض وتقوية السابق باللاحق (وحسن بلائه) البلاء المنحة والعطية والنعمة والبلاء الحسن العطاء الجميل ولو أريد به المحنة فالمراد به البلاء الموجب لتذكر أمر الآخرة والرجوع إليه سبحانه وأما الموجب لفساد الدين فقد وقعت الاستعاذة منه (ونؤمن بهداه الذي لا يخبو ضياؤه) الخبوء:
خمود لهب النار خبت النار خبوا من باب قعد خمد لهبها ويعدى بالهمزة، والمراد بالهدى: القرآن أو الرسول أو القوانين الشرعية، وعلى التقادير تشبيهة بالنار مكنية وإثبات الضياء له تخييلية والخبو: ترشيح (ولا يتهمد سناؤه) التهمد والهمود: وهو الموت وطفؤ النار أو ذهاب حرارتها وفي بعض النسخ «يتمهد» من المهد وهو الوضع ومنه المهاد للفراش يوضع ويوطأ والسناء على الأول بالقصر وهو ضوء البرق وفيه مكنية وتخييلية وترشيح وعلى الثاني بالمد وهو الرفعة.
(ولا يوهن عراه) الوهن الضعف وفعله من باب وعد وورث وكرم وأوهنه أضعفه، والمراد بالعروة القوانين الشرعية والأحكام الإلهية وفيه أيضا مكنية وتخييلية وترشيح (ونعوذ بالله من سوء كل الريب): الشك في الحقوق الثابتة لله وللخلق مثل الشك في ذاته تعالى ووجوده ووحدته واختياره وساير صفاته اللايقة به وفي كتابه ورسوله وما جاء به رسوله وفي أوصيائه واحد بعد واحد إلى غير ذلك كله سوء يجب الاستعاذة منه على كل أحد وإن كان متصفا باليقين لأن الإنسان لا يأمن من المزلة والنسيان ولكن ذلك منه (عليه السلام) على سبيل التعليم أو التعبد وإظهار العجز والعبودية، وإلا فساحة عصمته وكمال علمه منزهة من دخول الريب اللازم للجهل فيها (وظلم الفتن) الفتنة:
المحنة والبدعة وغيرهما مما يوجب الميل عن الحق مثل المال والجمال والحسب الكريم والنسب الشريف وكثرة العشائر وغيرها وتشبيهها بالشيء المظلم في عدم اهتداء من وقع فيه مكنية واثبات الظلمة لها تخييلية (ونستغفره من مكاسب الذنوب) جمع الذنب: الاثم، ومكاسب الذنوب: مواضع كسبها من الأفعال القبيحة والأخلاق الذميمة والعقائد الفاسدة (ونستعصمه عن مساويء الأعمال) مساويء: «بديها»
(٢٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حديث الرياح 3
2 حديث أهل الشام 9
3 حديث الجنان والنوق 17
4 حديث أبي بصير مع المرأة 27
5 [في حب الأئمة] 39
6 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة 52
7 حديث نصراني الشام مع الباقر (عليه السلام) 71
8 حديث أبي الحسن موسى (عليه السلام) 73
9 حديث نادر 83
10 «حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)» 91
11 حديث عيسى ابن مريم (عليهما السلام) 96
12 حديث إبليس 139
13 حديث محاسبة النفس 141
14 حديث من ولد في الاسلام 155
15 حديث زينب العطارة 167
16 حديث الذي أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطائف 171
17 حديث الناس يوم القيامة 180
18 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 204
19 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 215
20 حديث قوم صالح (عليه السلام) 243
21 حديث الصيحة 279
22 حديث يأجوج ومأجوج 293
23 حديث القباب 311
24 حديث نوح (عليه السلام) يوم القيامة 372
25 حديث أبي ذر رضى الله عنه 417
26 حديث الفقهاء والعلماء 433
27 حديث الذي أحياه عيسى (عليه السلام) 479
28 حديث إسلام علي (عليه السلام) 481
29 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 501
30 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 517
31 حديث العابد 555
32 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 557