مأوى، دعاؤهم فيها أحسن الدعاء «سبحانك اللهم» دعا] ؤ [هم المولى على ما آتاهم « وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين».
* الشرح:
قوله: (خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام)) مشتملة بعد الحمد والثناء والشهادة بالرسالة على المنفرات عن الدنيا والمرغبات في الآخرة بأفصح كلام وأبلغ نظام (الحمد لله الخافض الرافع) لأنه يخفض الجبارين والفراعنة وكل شيء يريد خفضه وذله: أي يضعهم ويهينهم والخفض ضد الرفع ويرفع المؤمنين بالتوفيق والإسعاد، والأولياء بالتقريب والإمداد، والعلماء بالإنعام والإرفاد (والضار النافع) لأنه يضر من يشاء بالتعذيب وسلب إفاضة الكمالات، ويوصل النفع إلى من يشاء ويوفقه للخيرات (الجواد الواسع) لأنه يعطي المؤمن والكافر والبر والفاجر اعطاء كثيرا من غير استحقاق بل لأن وجود الممكن ولوازم وجوده كلها من فيض جوده (الجليل ثناؤه) أي العظيم ثناؤه لا يصل إلى أقصى ثنائه عقول العارفين لكونه موصوفا بجميع نعوت الجلال والكمال التي لا يبلغ إليها أوهام الواصلين ولذلك قال خاتم النبيين: «لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك» (الصادقة أسماؤه) كل اسم من أسمائه تعالى مدحة دالة على صفة في غاية الكمال وصدقها عبارة عن ثبوت مدلولها في الواقع وليس ذلك من باب المبالغة أو الجزاف كما يقع مثل ذلك في كلام أرباب الإطراء (المحيط بالغيوب) علما وقدرة لان الغائب الخارج عن المحسوسات التي يمكن إدراك الحواس لها وقتا ما حاضر عنده كالشاهد (وما يخطر بالقلوب) القلب ومخاطراته حاضرة عنده محاطة بعلمه وهو رقيب عليها عليم بذات الصدور، وفيه حث على تنزيه القلب عن خواطر السوء ولو خطر فيه مالا ينبغي أن يتدارك بالتوبة والاستغفار والتوسل بالله تعالى والتضرع إليه، كما يلزم ذلك في أفعال الجوارح (الذي جعل الموت بين خلقه عدلا) في وصفه تعالى بتقدير الموت ترغيب في طاعته والانزجار عن معصيته وذكر المعاد إليه ووعده ووعيده والرغبة عن الدنيا والزهد فيها، وبذل الفضل وتكميل جميع الأخلاق فهو محض عدل حقي لو لم يكن موت وقع الهرج والمرج وفسد نظام الخلق وبطل رفاهة العيش (وأنعم بالحياة عليهم فضلا) أي أنعم بالحياة المسبوقة بالعدم، أو الأعم منها ومن المسبوقة بالوجود والكل من باب الفضل والإحسان بلا سابقة استحقاق فيجب الشكر على تلك النعمة الجليلة (فأحيى وأمات) قد عرفت أن الموت والحياة نعمتان جليلتان فوجب الرضا بهما والشكر عليهما (وقدر الأقوات أحكمها بعلمه تقديرا وأتقنها بحمكة تدبيرا) قدر الأقوات والأرزاق كلها في يومين كما نطق به القرآن الكريم وقدر لكل نوع وكل صنف من أنواع المرزوقين وأصنافهم رزقا معلوما على قدر معلوم لحكمة ومصلحة بحيث لا يتغير ولا يتبدل، ولا يمكن أن يقال لو كان الأمر