والمد: إيجاد الأشياء كل شيء في وقته بتقدير وتدبير وإرادة حادثة لمصلحة لا يعلمها إلا هو، روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) «أنه لو علم الناس ما في البداء من الأجر ما فتروا عن الكلام فيه» أقول لأن فيه اعترافا بسلطانه تعالى وتقديره وتدبيره وقدرته على إيجاد الحوادث واختياره في إفاضة الوجود واقتداره على إعدام ما أراد عدمه وابقاء ما أراد بقاؤه، وخروجا عن قول اليهود القائلين بأنه قد فزغ من الأمر فراغا لا يريد ولا يقدر ولا يدبر بعده شيئا، وعن قول الحكماء القائلين بأنه واحد لا يصدر عنه إلا الواحد، وعن قول المعتزلة القائلين بأنه خلق الأشياء كلها دفعة ثم يظهر وجوداتها متعاقبة بحسب تعاقب الأزمنة، وعن قول الدهرية القائلين بأن الجالب للحوادث هو الدهر وعن قول الملاحدة القائلين بأن المؤثر هو الطبايع.
* الأصل:
178 - سهل، عن يعقوب بن يزيد، عن عبد الحميد، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما نفروا برسول الله (صلى الله عليه وآله) ناقته قالت له الناقة والله لا أزلت خفا عن خف ولو قطعت إربا إربا.
* الشرح:
قوله: (لما نفروا برسول الله (صلى الله عليه وآله) ناقته قالت له الناقة والله لا زلت خفا عن خف ولو قطعت إربا إربا) لما نفر المنافقون ناقته بالدباب في العقبة المعروفة تكلمت الناقة بإذن الله تعالى وقالت له هذا القول وأخبرته بمكرهم، والإرب: العضو، والقضية مذكورة في كتاب الاحتجاج للطبرسي مفصلة، وفيه أيضا: أن عليا حينئذ كان في المدينة بأمر النبي (صلى الله عليه وآله)، وبعض المنافقين معه حفروا بئرا في طريقه وطمسوا رأسها فلما بلغ فرسه قريبا منها لوى عنقه وأخبره بالبئر وكانت هذه القضية مقارنة لقضية تنفير الناقة فنزل جبرئيل (عليه السلام) وأخبر النبي (صلى الله عليه وآله) بما فعلوا بعلي (عليه السلام).
* الأصل:
179 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يعقوب بن يزيد جميعا، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: يا ليتنا سيارة مثل آل يعقوب حتى يحكم الله بيننا وبين خلقه.
* الشرح:
قوله (يا ليتنا سيارة مثل آل يعقوب حتى يحكم الله بيننا وبين خلقه) كما حكم بين آل يعقوب بإظهار يوسف في كمال القوة والقدرة والسلطنة على أحبائه، والسيارة: القافلة ولعل المراد بهم من دخلوا عليه حتى عرفوه وأخبروا بحاله وموضعه يعقوب، وقد تمنى (عليه السلام) ظهور المهدي المنتظر في وقته وأخبار المخبرين به ليستولي على أعدائه ويظهر دين آبائه على الأديان الباطلة كلها.
* الأصل: