ابن الحسن، والمزاح بضم الميم اسم من المزح وهو الدعابة، والفرق بينه وبين السخرية هنا يرجع إلى القصد.
قوله (لما أخذ في أمر محمد بن عبد الله) أي لما أخذ البيعة في إمامة ابنه محمد أو لما شرع في أخذ البيعة له وأجمع يعني عزم على لقاء أصحاب محمد الذين كانوا معه في جبل الأشقر على ليلتين من المدينة، ويحتمل أن يراد بأصحابه أصحابه الذين كانوا في المدينة وأراد أخذ البيعة منهم.
قوله (وكلمه) أي كلمه في أمر ابنه محمد وقصد خروجه وإرادة بيعته (عليه السلام) معه.
قوله (فرجع أبي مسرورا) وجه سروره أنه (عليه السلام) لم ينكر عليه ذلك صريحا، ووعده بالكلام عند اللقاء تارة أخرى، فظن بذلك الرضا منه (عليه السلام) ورجا منه قبول ما ادعاه.
قوله (واعلم فديتك أنك) فديتك على صيغة المجرد المعلوم جملة دعائية معترضة بين أجزاء الكلام أي استنقذتك من البلية بنفسي ومالي قال في المغرب: فداه من الأسر فداء وفدى استنقذه منه بمال والفدية اسم ذلك المال.
قوله (إنك تجد غيري أطوع لك مني) هذا ظاهر لأن متابعته إما لطلب الدين أو لطلب الدنيا وهو (عليه السلام) عالم بأن شيئا من ذلك لا يكون مع براءة ساحته من طلب الدنيا على وجه لا يحل بخلاف قوله (ولا حاجة لك في) وذلك إما لضعف حاله كما يرشد إليه ما بعده فلا تحصل له قوة بمتابعته (عليه السلام)، أو لأنه لا يتصور منه ما هو المقصود وهو القتال كما يشعر به قوله بعد ذلك، ولك أن لا تكلف قتالا ولا مكروها ثم إن هذا من كمال أخلاقه (عليه السلام) وإلا فهو كان أشجع الناس لو كان القتال جائزا وكان بأمر الله تعالى.
قوله (إني أريد البادية أو أهم بها) الترديد من الراوي.
قوله (وأعلمه أنه قد ظفر له بوجه حاجته) لقوله (عليه السلام): على ما تحب ان شاء الله تعالى وقد غفل عن قوله إن شاء الله حيث علق الإتيان بما أحبه بمشية الله تعالى، ومشيته لم تتعلق بذلك، ومع ذلك بين الموصول بقوله: من إصلاحك وقد غفل عنه أيضا، ونعم ما قيل: حبك للشيء يعمى ويصم.
قوله (ورجوت الدرك لحاجتي) الدرك اللحاق والوصول إلى الشيء أدركته إدراكا ودركا رجوت اللحاق لحاجتي والوصول إليها والمراد بها متابعته عليه لابنه محمد وبيعته معه.
قوله (بأي شيء كان الحسين أحق بها من الحسن) حيث جعلت الوصية والإمامة في ولد الحسين دون الحسن، وكأنه قال ذلك إنكارا له وادعاء، بأن أولاد الحسن أولى بها كما يشعر به سياق كلامه فيما بعد.