ابن بغي صاحب برقع ودلالة السفياني وعساكره الملعونة على الشيعة ومنازلهم حتى يهربون من صدمتهم إلى قلل الجبال والمغارات وعند ذلك يقولون استبطاء لخروج المهدي (عليه السلام) واستبعادا له:
مات، هلك، أي واد سلك، فإذا بلغت الفتنة إلى هذه المراتب وعمت البلية والنوائب أظهره الله تعالى بين الركن والمقام فيقمع الكفرة بسيف الانتقام ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما وإليه أشار (عليه السلام) في آخر الحديث بقوله: الخير كله عند ذلك، وأراد به ظهور المهدي (عليه السلام) وما يترتب عليه من منافع العباد.
* الأصل:
18 - وبهذا الاسناد عن أحمد بن محمد، عن أبيه محمد بن عيسى، عن ابن بكير، عن زرارة، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن للقائم غيبة قبل أن يقوم، إنه يخاف - وأومأ بيده إلى بطنه - يعني القتل.
19 - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): للقائم غيبتان إحداهما قصيرة والاخرى طويلة، الغيبة الأولى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة شيعته والاخرى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة مواليه.
* الشرح:
قوله (إلا خاصة مواليه) وهم حواريه لأن لكل واحد من الأئمة (عليهم السلام) حواريين كما كانوا لعيسى (عليه السلام).
* الأصل:
20 - محمد بن يحيى وأحمد بن إدريس، عن الحسن بن علي الكوفي، عن علي بن حسان، عن عمه عبد الرحمن بن كثير، عن مفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لصاحب هذا الأمر غيبتان: إحداهما يرجع منها إلى أهله والاخرى يقال: هلك، في أي واد سلك، قلت: كيف نصنع إذا كان كذلك؟ قال: إذا ادعاها مدع فاسألوه عن أشياء يجيب فيها مثله.
* الشرح:
قوله (كيف نصنع إذا كان كذلك) يعني إذا خرج رجل وادعى أنه المهدي الموعود كيف نعرف أنه صادق وأنه هو.
قوله (قال إذا ادعاها مدع فاسألوه عن أشياء يجيب فيها مثله) يعني إذا ادعى الإمامة أحد فاسألوه عن أشياء من العلوم الدينية والمعارف اليقينية التي أنتم منها على بصيرة ويقين فإن أجاب فيها مثل صاحب الأمر أو مثل ما علمتم فهو الإمام لأنه لا يجيب فيها كذلك إلا هو، وهذا طريق من