بعد على هذا يا حرسي قدمه فاضرب عنقه فضرب عنقه ثم أدخل الجلودي وكان الجلودي في خلافة الرشيد لما خرج محمد بن جعفر بن محمد بالمدينة بعثه الرشيد وأمره إن ظفر به أن يضرب عنقه وأن يغير دور آل أبي طالب وأن يسلب نساءهم ولا يدع على واحدة منهن إلا ثوبا واحدا ففعل الجلودي ذلك وقد كان مضى أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام فصار الجلودي إلى باب دار أبي الحسن الرضا عليه السلام هجم على داره مع خيله فلما نظر إليه الرضا جعل النساء كلهن في بيت ووقف على باب البيت فقال الجلودي لأبي الحسن عليه السلام لا بد من أن ادخل البيت فاسلبهن كما أمرني أمير المؤمنين فقال الرضا عليه السلام أنا أسلبهن لك واحلف أني لا أدع عليهن شيئا إلا أخذته فلم يزل يطلب إليه ويحلف له حتى سكن فدخل أبو الحسن الرضا عليه السلام فلم يدع عليهن شيئا حتى أقراطهن (1) وخلاخيلهن وأزرارهن إلا أخذه منهن وجميع ما كان في الدار من قليل وكثير فلما كان في هذا اليوم وادخل الجلودي على المأمون قال الرضا عليه السلام: يا أمير المؤمنين هب لي هذا الشيخ فقال المأمون: يا سيدي هذا الذي فعل ببنات محمد (ص) ما فعل من سلبهن فنظر الجلودي إلى الرضا عليه السلام وهو يكلم المأمون ويسأله عن أن يعفو عنه ويهبه له، فظن أنه يعين عليه لما كان الجلودي فعله فقال: يا أمير المؤمنين أسألك بالله وبخدمتي الرشيد لا تقبل قول هذا في فقال المأمون: يا أبا الحسن قد أستعفي ونحن نبر قسمه ثم قال: لا والله لا، أقبل فيك قوله ألحقوه بصاحبيه فقدم فضرب عنقه ورجع ذو الرياستين إلى أبيه سهل وقد كان المأمون أمر أن يقدم النوائب وردها ذو الرياستين، فلما قتل المأمون هؤلاء علم ذو الرياستين إنه قد عزم الخروج، فقال الرضا عليه السلام ما صنعت يا أمير المؤمنين بتقديم النوائب؟ فقال المأمون: يا سيدي مرهم بذلك قال: فخرج أبو الحسن عليه السلام وصاح بالناس قدموا النوائب قال فكأنما وقعت فيهم النيران، فأقبلت النوائب تتقدم وتخرج وقعد ذو الرياستين في منزله فبعث إليه المأمون فأتاه فقال له ما لك قعدت في بيتك؟
(١٧٢)