فأخبرته بما شاهدته منه في ليله ونهاره وظعنه (1) وإقامته فقال لي: يا بن أبي الضحاك هذا خير أهل الأرض وأعلمهم وأعبدهم فلا تخبر أحدا بما شاهدته منه لئلا يظهر فضله إلا على لساني وبالله أستعين ما أقوى من الرفع منه والإساءة به.
6 - حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رحمه الله قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد السلام بن صالح الهروي قال:
جئت إلى باب الدار التي حبس فيها الرضا عليه السلام بسرخس وقد قيد عليه السلام، فاستأذنت عليه السجان، فقال: لا سبيل لك إليه عليه السلام، قلت: ولم؟ قال: لأنه ربما صلى في يومه وليلته ألف ركعة وإنما ينفتل من صلاته ساعة في صدر النهار وقبل الزوال وعند إصفرار الشمس فهو في هذه الأوقات قاعد في مصلاه ويناجي ربه، قال: فقلت له: فاطلب لي منه في هذه الأوقات إذنا عليه فاستأذن لي، فدخلت عليه وهو قاعد في مصلاه متفكرا قال أبو الصلت: فقلت له: يا بن رسول الله (ص) ما شئ يحكيه عنكم الناس؟ قال: وما هو؟ قلت: يقولون أنكم تدعون أن الناس لكم عبيد فقال: اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت شاهد بأني لم أقل ذلك قط ولا سمعت أحدا من آبائي عليهم السلام قاله قط وأنت العالم بما لنا من المظالم عند هذه الأمة وأن هذه منها ثم أقبل علي فقال لي: يا عبد السلام إذا كان الناس كلهم عبيدنا على ما حكوه عنا فممن نبيعهم؟ قلت:
يا بن رسول صدقت ثم قال يا عبد السلام أمنكر أنت لما أوجب الله تعالى لنا من الولاية كما ينكره غيرك؟ قلت: معاذ الله بل أنا مقر بولايتكم.
7 - حدثنا الحاكم أبو جعفر بن نعيم بن شاذان رضي الله عنه قال:
حدثنا أحمد بن إدريس، عن إبراهيم بن هاشم، عن إبراهيم بن العباس، قال: ما رأيت أبا الحسن الرضا عليه السلام جفا أحدا بكلمة قط ولا رأيته قطع على أحد كلامه حتى يفرغ منه، وما رد أحدا عن حاجة يقدر عليها ولا مد رجله بين يدي جليس له قط ولا أتكئ بين يدي جليس قط، ولا رأيته