وما تخفي الصدور) وصلى الله على محمد في الأولين والآخرين وعلى آله الطيبين الطاهرين أقول وأنا علي بن موسى بن جعفر عليهما السلام: إن أمير المؤمنين عضده الله بالسداد ووفقه للرشاد عرف من حقنا ما جهله غيره، فوصل أرحاما قطعت وآمن نفوسا فزعت بل أحياها وقد تلفت وأغناها إذا افتقرت مبتغيا رضا رب العالمين لا يريد جزاء إلا من عنده (وسيجزي الله الشاكرين ولا يضيع أجر المحسنين) وأنه جعل إلي عهده والامرة الكبرى إن بقيت بعده فمن حل عقدة أمر الله تعالى بشدها وقصم عروة أحب الله إيثاقها فقد أباح حريمه وأحل محرمه إذا كان بذلك زاريا (1) على الامام منتهكا (2) حرمة الاسلام، بذلك جرى السالف فصبر منه على الفلتات ولم يعترض بعدها على الغرمات خوفا على شتات الدين واضطراب حبل المسلمين ولقرب أمر الجاهلية ورصد المنافقين فرصة تنتهز وبائقة تبتدر وما أدري ما يفعل بي ولا بكم؟ أن الحكم إلا لله يقضي الحق (وهو خير الفاصلين).
18 - حدثنا أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي الحاكم، قال: حدثني محمد بن يحيى الصولي قال: حدثنا الحسن بن الجهم، قال: حدثني أبي قال: صعد المأمون المنبر لما بايع علي بن موسى الرضا عليه السلام، فقال:
أيها الناس جائتكم بيعة علي بن موسى بن جعفر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام والله لو قرأت هذه الأسماء على الصم البكم لبرؤوا بإذن الله عز وجل.
19 - حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال: حدثني محمد بن يحيى الصولي قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله بن طاهر قال:
أشار الفضل بن سهل على المأمون أن يتقرب إلى الله عز وجل وإلى رسوله (ص) بصلة رحمه بالبقية بالعهد لعلي بن موسى الرضا عليه السلام ليمحو بذلك ما كان من أمر الرشيد فيهم، وكان يقدر على خلافه في شئ فوجه من