السلامي في كتابه، والصحيح عندي أن المأمون إنما ولاه العهد وبايع له للنذر الذي قد تقدم ذكره وأن الفضل بن سهل لم يزل معاديا ومبغضا له وكارها لامره لأنه كان من صنائع آل برمك، ومبلغ سن الرضا تسع وأربعون سنة وستة أشهر وكانت وفاته في سنة ثلاث ومأتين كما قد أسندته في هذا الكتاب.
29 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس قال:
حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال: حدثنا معاوية بن حكيم، عن معمر بن خلاد، قال: قال لي أبو الحسن الرضا عليه السلام، قال لي المأمون يوما: يا أبا الحسن انظر بعض من تثق به نوليه هذه البلدان التي قد فسدت علينا فقلت له تفي لي وأوافي لك فاني إنما دخلت فيما دخلت على أن لا آمر فيه ولا أنهي ولا أعزل ولا أولي ولا أشير حتى يقدمني الله قبلك فوالله أن الخلافة لشئ ما حدثت به نفسي ولقد كنت بالمدينة أتردد في طرقها على دابتي وأن أهلها وغيرهم يسألوني الحوائج فأقضيها لهم، فصيرون كالأعمام لي وأن كتبي لنافذة في الأمصار وما زدتني من نعمة هي علي من ربي فقال له: أفي لك 30 - وروي أنه قصد الفضل بن سهل مع هشام بن إبراهيم الرضا عليه السلام فقال له: يا بن رسول جئتك في سر فأخل لي المجلس فأخرج الفضل يمينا مكتوبة بالعتق والطلاق ومالا كفارة له وقالا له: إنما جئناك لنقول كلمة حق وصدق وقد علمنا أن الامرة أمرتكم والحق حقكم يا بن رسول الله والذي نقوله بألسنتنا عليه ضمائرنا وإلا ينعتق ما نملك والنساء طوالق وعلى وثلاثون حجة راجلا إنا على أن نقتل المأمون وتخلص لك الامر حتى يرجع الحق إليك فلم يسمع منهما وشتمهما ولعنهما، وقال لهما: كفرتما النعمة فلا تكون لكما السلامة ولا لي إن رضيت بما قلتما فلما سمع الفضل ذلك منه مع هشام علما إنهما أخطئا فقصدا المأمون بعد أن قالا للرضا عليه السلام أردنا بما فعلنا أن نجربك، فقال لهما الرضا عليه السلام: كذبتما فإن قلوبكما على ما أخبرتماني به إلا إنكما لم تجداني كما أردتما فلما دخلا على المأمون قالا: يا أمير المؤمنين إنا قصدنا الرضا عليه السلام وجربناه وأردنا أن نقف ما يضمره لك