يصل إلى الرضا عليه السلام إلا من أحب وضيق على الرضا عليه السلام وكان من يقصده من مواليه لا يصل إليه وكان لا يتكلم الرضا عليه السلام في داره بشئ إلا أورده هشام على المأمون وذي الرياستين وجعل المأمون العباس ابنه في حجر هشام وقال له: أدبه فسمي هشام العباسي لذلك قال: وأظهر ذو الرياستين عداوة شديدة لأبي الحسن الرضا عليه السلام وحسده على ما كان المأمون يفضله فأول ما ظهر لذي الرياستين من أبي الحسن عليه السلام أن ابنة عم المأمون كانت تحبه وكان يحبها، وكان ينفتح باب حجرتها إلى مجلس المأمون وكانت تميل إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام وتحبه وتذكر ذا الرياستين وتقع فيه فقال ذو الرياستين حين بلغه ذكرها لا ينبغي أن يكون باب دار النساء مشرعا إلى مجلسك فأمر المأمون بسده وكان المأمون يأتي الرضا عليه السلام يوما والرضا عليه السلام يأتي المأمون يوما، وكان منزل أبي الحسن عليه السلام بجنب منزل المأمون فلما دخل أبو الحسن عليه السلام إلى المأمون ونظر إلى الباب مسدودا قال: يا أمير المؤمنين ما هذا الباب الذي سددته؟ فقال: رأي الفضل ذلك وكرهه، فقال عليه السلام: (إنا لله وإنا إليه راجعون) ما للفضل والدخول بين أمير المؤمنين وحرمه؟ قال: فما ترى؟
قال: فتحه والدخول إلى ابنة عمك ولا تقبل قول الفضل فيما لا يحل ولا يسع فأمر المأمون بهدمه ودخل على ابنة عمه، فبلغ الفضل ذلك فغمه.
23 - ووجدت في بعض الكتب نسخة كتاب الحباء والشرط من الرضا علي بن موسى عليه السلام إلى العمال في شأن الفضل بن سهل وأخيه ولم أرو ذلك أحد: أما بعد فالحمد لله البدئ الرفيع القادر القاهر الرقيب على عباده المقيت على خلقه الذي خضع كل شئ لملكه وذل كل شئ لعزته واستسلم كل شئ لقدرته وتواضع كل شئ لسلطانه وعظمته وأحاط بكل شئ علمه وأحصى عدده فلا يؤده كبير ولا يعزب عنه صغير الذي لا تدركه أبصار الناظرين ولا تحيط به صفة الواصفين، له الخلق والامر والمثل الاعلى في السماوات والأرض (وهو العزيز الحكيم) والحمد لله الذي شرع للاسلام دينا، ففضله وعظمه وشرفه وكرمه وجعله الدين القيم لا يقبل غيره، والصراط المستقيم الذي لا يضل من لزمه ولا يهتدي من صرف عنه وجعل