المؤمنين في أمور المسلمين وارجع إلى بيت النبوة ومعدن المهاجرين والأنصار، أما علمت يا أمير المؤمنين إن والي المسلمين مثل العمود وسط الفسطاط، من أراده أخذه؟ قال المأمون يا سيدي فما ترى؟ قال أرى أن تخرج من هذه البلاد وتتحول إلى موضع آبائك وأجدادك وتنظر في أمور المسلمين ولا تكلهم إلى غيرك فإن الله تعالى سائلك عما ولاك فقام المأمون فقال: نعم ما قلت يا سيدي! هذا هو الرأي فخرج وأمر أن يقدم النوائب وبلغ ذلك ذا الرياستين فغمه غما شديدا وقد كان غلب على الامر ولم يكن للمأمون عنده رأي فلم يجسر أن يكاشفه ثم قوي بالرضا عليه السلام جدا فجاء ذو الرياستين إلى المأمون فقال له: يا أمير المؤمنين ما هذا الرأي الذي أمرت به قال أمرني سيدي أبو الحسن عليه السلام بذلك وهو الصواب فقال: يا أمير المؤمنين ما هذا الصواب؟ قتلت بالأمس أخاك وأزلت الخلافة وبنو أبيك معادون لك وجميع أهل العراق وأهل بيتك والعرب ثم أحدثت هذا الحدث الثاني أنك وليت ولاية العهد لأبي الحسن وأخرجتها من بني أبيك والعامة والفقهاء والعلماء وآل العباس لا يرضون بذلك وقلوبهم متنافرة عنك، فالرأي أن تقيم بخراسان حتى تسكن قلوب الناس على هذا ويتناسوا ما كان من أمر محمد أخيك وهيهنا يا أمير المؤمنين مشائخ قد خدموا الرشيد وعرفوا الامر فاستشرهم في ذلك فإن أشاروا بذلك فامضه فقال المأمون مثل من، قال: مثل علي بن أبي عمران وأبو يونس والجلودي وهؤلاء نقموا بيعة أبي الحسن عليه السلام ولم يرضوا به فحبسهم المأمون بهذا السبب فقال المأمون نعم، فلما كان من الغد جاء أبو الحسن عليه السلام فدخل على المأمون فقال يا أمير المؤمنين ما صنعت فحكى ما قال: ذو الرياستين، ودعا المأمون بهؤلاء النفر فأخرجهم من الحبس فأول من ادخل عليه السلام علي بن أبي عمران فنظر إلى الرضا عليه السلام بجنب المأمون، فقال أعيذك بالله يا أمير المؤمنين أن تخرج هذا الامر الذي جعله الله لكم وخصكم به وتجعله في أيدي أعدائكم ومن كان آباؤك يقتلهم ويشردونهم في البلاد فقال المأمون يا بن الزانية وأنت بعد على هذا قدمه يا حرسي فاضرب عنقه فضرب عنقه فادخل أبو يونس فلما نظر إلى الرضا عليه السلام بجنب المأمون فقال يا أمير المؤمنين هذا الذي بجنبك والله صنم يعبد من دون الله قال له: المأمون يا بن الزانية وأنت
(١٧١)