ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية) (1) وقد كان فرعون من قرنه إلى قدمه في الحديد ولبسه على بدنه فلما أغرق ألقاه الله على نجوة من الأرض ببدنه لتكون لمن بعده علامة فيرونه مع تثقله بالحديد مرتفع من الأرض وسبيل الثقيل أن يرسب ولا يرتفع، وكان ذلك آية وعلامة ولعلة أخرى أغرق الله عز وجل فرعون وهي أنه: استغاث بموسى لما أدركه الغرق ولم يستغث بالله فأوحى الله عز وجل إليه يا موسى لم تغث فرعون، لأنك لم تخلقه، ولو استغاث بي لأغثته.
8 - حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب القرشي، قال: حدثنا منصور بن عبد الله الأصفهاني الصوفي قال: حدثني علي بن مهرويه القزويني قال: حدثنا داود سليمان الغازي قال: سمعت علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول: عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عليه السلام في قوله عز وجل: (فتبسم ضاحكا من قولها) وقال: لما قالت النملة: (يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنود وهم لا يشعرون) (2) حملت الريح صوت النملة إلى سليمان عليه السلام وهو مار في الهواء والريح قد حملته فوقف وقال: علي بالنملة فلما أتى بها قال سليمان يا أيها النملة أما علمت إني نبي الله وإني لا أظلم أحدا، قالت النملة بلى قال سليمان عليه السلام: فلم حذرتهم ظلمي فقلت: يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم قالت النملة: خشيت أن ينظر إلى زينتك فيفتتنوا بها فيبعدون عن ذكر الله تعالى، ثم قالت النملة: أنت أكبر أم أبوك داود؟ قال سليمان: بل أبي داود قالت النملة: فلم زيد في حروف اسمك حرف على حروف اسم أبيك داود؟ قال سليمان: ما لي بهذا علم قالت النملة: لأن أباك داود عليه السلام داوى جرحه بود فسمي داود وأنت يا سليمان أرجو أن تلحق بأبيك، قالت النملة: هل تدري لم سخرت لك الريح من بين سائر المملكة؟ قال سليمان: ما لي بهذا علم قالت النملة: يعنى عز وجل بذلك لو سخرت لك جميع المملكة كما سخرت هذه الريح لكان زوالها من يدك كزوال الريح،