أمر محمد ما كان وأفضى الله ألي بهذا الامر واستوى لي، فلما وفى الله تعالى بما عاهدته عليه أحببت أن أفي الله بما عاهدته فلم أر أحدا أحق بهذا الامر من أبي الحسن الرضا عليه السلام فوضعتها فيه فلم يقبلها على ما قد علمت فهذا كان سببها فقلت: وفق الله أمير المؤمنين، فقال: يا ريان إذا كان غدا وحضر الناس فاقعد بين هؤلاء القواد وحدثهم بفضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فقلت: يا أمير المؤمنين ما أحسن من الحديث شيئا إلا ما سمعته منك، فقال: سبحان الله ما أجد أحدا يعينني على هذا الامر لقد هممت أن أجعل أهل قم شعاري ودثاري فقلت: يا أمير المؤمنين أنا أحدث عنك بما سمعته منك من الاخبار؟ فقال: نعم حدث عني بما سمعته مني من الفضائل فلما كان من الغد قعدت بين القواد في الدار فقلت: حدثني أمير المؤمنين عن أبيه عن آبائه عن رسول الله (ص) قال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه وحدثني أمير المؤمنين عن أبيه عن آبائه قال: قال رسول الله (ص):
علي منى بمنزلة هارون من موسى وكنت أخلط الحديث بعضه ببعض لا أحفظه على وجهه وحدثت بحديث خيبر وبهذه الاخبار المشهورة فقال عبد الله بن مالك الخزاعي رحم الله عليا كان رجلا صالحا وكان المأمون قد بعث غلاما إلى مجلسنا يسمع الكلام فيؤديه إليه قال: الريان: بعث إلي المأمون فدخلت إليه فلما رآني قال، يا ريان ما أرواك للأحاديث وأحفظك لها؟ قال قد بلغني ما قال اليهودي عبد الله بن مالك في قوله: رحم الله عليا كان رجلا صالحا والله لأقتلنه إنشاء الله، وكان هشام بن إبراهيم الراشدي الهمداني من أخص عند الرضا عليه السلام من قبل أن يحمل وكان عالما أديبا لبيبا وكانت أمور الرضا عليه السلام تجري من عنده وعلى يده وتصيره الأموال من النواحي كلها إليه قبل حمل أبي الحسن عليه السلام فلما حمل أبو الحسن اتصل هشام بن إبراهيم بذي الرياستين وقربه ذو الرياستين وأدناه، فكان ينقل أخبار الرضا عليه السلام إلى ذي الرياستين والمأمون فحظي (1) بذلك عندهما وكان لا يخفي عليهما من أخباره شيئا فولاه المأمون حجابة الرضا عليه السلام فكان