خراسان برجاء بن أبي الضحاك وياسر الخادم ليشخصا إليه محمد بن جعفر بن محمد وعلي بن موسى بن جعفر عليه السلام وذلك في سنة مأتين فلما وصل علي بن موسى عليه السلام إلى المأمون وهو بمرو ولاه العهد من بعده وأمر للجند برزق سنة وكتب إلى الآفاق بذلك وسماه الرضا وضرب الدراهم باسمه وأمر الناس بلبس الخضرة وترك السواد وزوجه ابنته أم حبيب وزوج ابنه محمد بن علي عليهما السلام ابنته أم الفضل بنت المأمون وتزوج هو ببوران بنت الحسن بن سهل زوجه بها عمها الفضل وكان كل هذا في يوم واحد وما كان يحب أن يتم العهد للرضا عليه السلام بعده قال الصولي: وقد صح عندي ما حدثني به أحمد بن عبيد الله من جهات منها إن عون بن محمد حدثني، عن الفضل بن سهل النوبختي أو عن أخ له قال: لما عزم المأمون على العقد للرضا عليه السلام بالعهد قلت: والله، لأعتبرن ما في نفس المأمون من هذا الامر أيحب إتمامه أو هو تصنع به؟ فكتبت إليه على يد خادم له كان يكاتبني باسراره على يده وقد عزم ذو الرياستين على عقد العهد والطالع السرطان وفيه المشتري والسرطان وأن كان شرف المشتري فهو برج منقلب لا يتم أمر ينعقد فيه ومع هذا فإن المريخ في الميزان (الذي هو الرابع ووتد الأرض) في بيت العاقبة وهذا يدل على نكبة المعقود له وعرفت أمير المؤمنين ذلك لئلا يعتب علي إذا وقف على هذا من غيري فكتب إلي: إذا قرأت جوابي إليك فأرده إلي مع الخادم ونفسك أن يقف أحد على ما عرفتنيه أو أن يرجع ذو الرياستين عن عزمه فإنه إن فعل ذلك ألحقت الذنب بك وعلمت إنك سببه قال:
فضاقت علي الدنيا وتمنيت إني ما كنت كتبت إليه، ثم بلغني أن الفضل بن سهل ذا الرياستين قد تنبه على الامر ورجع عن عزمه، وكان حسن العلم بالنجوم فخفت والله على نفسي وركبت إليه، فقلت له: أتعلم في السماء نجما أسعد من المشتري قال: لا قلت: أفتعلم أن في الكواكب نجما يكون في حال أسعد منها في شرفها؟ قال لا، قلت: فامضى العزم على ذلك إذ كنت تعقده وسعد الفلك في أسعد حالاته فامضى الامر على ذلك، فما علمت إني من أهل الدنيا حتى وقع العهد فزعا من المأمون.
20 - حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال: حدثني