ما تقول في هؤلاء الذين يقعون في حق أبي حنيفة فقال إن أبا حنيفة جاءهم بما يعقلونه من العلم وما لا يعقلونه ولم يترك لهم شيئا فحسدوه وذكر أبو عمر في التمهيد أن أبا حنيفة والثوري رويا هذا الأثر عن عاصم وكذا أخرجه الدارقطني في سننه بسند جيد عنهما عن عاصم وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه عن الثوري عنه فقد تابع الثوري أبا حنيفة وان ضعف لأجل الراوي عن أبي حنيفة فقد رواه عنه الثوري ووكيع ومحمد بن الحسن وغيرهم وفى التمهيد وروى قتادة عن خلاس عن علي مثله وهو قول الحسن وعطاء ومن حجتهم انه عليه الصلاة والسلام نهى عن قتل النساء والولدان - وحكى الترمذي وابن عبد البر وغيرهما ان مذهب الثوري ان المرأة تحبس ولا تقتل فيبعد أن يكون هذا مذهبه ثم يقول اما من ثقة فلا ثم حكى البيهقي عن الشافعي (أنه قال لمخالفه قد روى بعضهم ان أبا بكر قتل نسوة ارتددن عن الاسلام فكيف لم تصر إليه) ثم ذكر البيهقي ذلك ثم حكى (عن الشافعي أنه قال فما كان لنا ان نحتج إذ كان ضعيفا عند أهل الحديث) - قلت - فلذلك لم يصر إليه محالفه وأيضا فقد خالف ما هو المشهور في كتب السير أن أبا بكر قتل أهل الردة وسبى نساءهم ولم يقتلن.
قال (باب من قال يستتاب)