يوسف كسب المكاتب موقوف ملكه في الحقيقة على عجزه أو عتقه فان عجز ملكه لمولى من الأصل وان عتق ملكه المكاتب من الأصل وعند محمد هو ملك المكاتب ثم إذا عجز انتقل إلى المولى كما ينتقل الملك من الميت إلى ورثته بالموت ووجه البناء على هذا الأصل ان عند أبي يوسف لما وقع الملك للمولى في الكسب من حين وجوده صار كان الإجارة وجدت من المولى فلا تنتقض بعجز المكاتب ولما كان الملك للمولى فيه من طريق الانتقال من المكاتب عند عجزه على أصل محمد صار بمنزلة انتقال الملك من الميت إلى وارثه عند عجزه وذلك يوجب انتقضاض الإجارة كذا هذا وأصل هذه المسألة في المكاتب إذا وهبت له هبة ثم عجز ان للواهب أن يرجع في قول أبى يوسف وعند محمد لا يرجع وسنذكره في كتاب الهبة والله عز وجل أعلم (تم الجزء الرابع ويليه الجزء الخامس أوله كتاب الاستصناع)
(٢٢٤)