مواهب الجليل - الحطاب الرعيني - ج ٢ - الصفحة ٣
بسم الله الرحمن الرحيم كتاب الصلاة كتاب الصلاة فصل الوقت لما انقضى الكلام على الطهارة التي هي أوكد شروط الصلاة، أتبع ذلك بالكلام على " بقية شروط الصلاة وأركانها وسننها ومستحباتها ومبطلاتها والكلام على بقية أحكام الصلاة وأنواعها، وجرت عادة الفقهاء بتسمية هذه الجملة بكتاب الصلاة وقسم الكلام عليها في المدونة وغيرها في كتابين. واختلف الشيوخ في تقسيمه في المدونة وغيرها مثل هذا إلى كتابين وإلى ثلاثة. فمنهم من قال للصعوبة وعدمها، ومنهم من قال: لكثرة المسائل وقلتها، ومنهم من قال: لهما معا نقله ابن ناجي في شرحها، وتقدم الكلام على الكتاب والباب والفصل وأن المصنف يجعل الأبواب مكان الكتب ويحذف التراجم المضاف إليها الأبواب. والصلاة في اللغة الدعاء. قاله الجوهري وغيره ومنه قوله تعالى: * (وصل عليهم إن صلواتك سكن لهم) * أي دعواتك طمأنينة لهم. وقوله تعالى: * (ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول) * أي أدعيته، وكان (ص) إذا جاءه الناس بصدقاتهم يدعو لهم.
قال عبد الله بن أبي أوفى: جئت مع أبي بصدقة إلى النبي (ص) فقال: اللهم صل على آل أبي أوفى، قال النووي وهذا قول جماهير العلماء من أهل اللغة والفقه وغيرهم.
قلت: وبهذا فسرها ابن رشد والقاضي عياض وغيرهما من المالكية وغيرهم. قال بعضهم: هي الدعاء بخير. ثم قال في الصحاح: والصلاة من الله الرحمة. وقال النووي: قال العلماء: والصلاة من الله رحمة، ومن الملائكة استغفار، ومن الآدمي تضرع ودعاء. وممن ذكر هذا التقسيم الامام الأزهري وآخرون. وقال في الشفاء قال أبو بكر القشيري: الصلاة من الله لمن دون النبي رحمة، وللنبي تشريف وتكرمة. وقال أبو العالية: صلاة الله عليه ثناؤه عليه عند ملائكته. وقال بعضهم: وتستعمل الصلاة بمعنى الاستغفار ومنه قوله (ص): بعثت إلى أهل البقيع لأصلي عليهم فإنه فسره في الرواية الأخرى قال: أمرت لأستغفر لهم. وتستعمل بمعنى البركة ومنه قوله (ص): اللهم صل على آل أبي أوفى وتستعمل بمعنى القراءة ومنه قوله تعالى: * (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها) *.
(٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»
الفهرست